ايجى 2030 /
للمرة الأولى في التاريخ سجلت عقود النفط الأمريكي تراجعًا دفعها إلى ما دون الصفر لتهبط إلى سالب 37.6 دولار للبرميل. وهبطت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط للتسليم في مايو بنحو 306%، فيما تراجعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 9.2% إلى 25.43 دولار للبرميل.
ويأتي هذا التراجع نظرًا لكون أمس الإثنين هو آخر يوم لعقود تسليم مايو ولا يرغب المشترون بالاستلام في هذا الشهر لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.
ويأتي ذلك في ظل مخزونات قياسية في ظل إغلاق معظم اقتصادات العالم الكبرى، وتوقعات متشائمة للطلب على الخام، لكن عقود الخام الأمريكي تسليم يونيو حافظت على أسعارها قرب 22 دولارًا للبرميل نظرًا لبدء خفض الإنتاج المتفق عليه بين تحالف “أوبك+” سيدخل حيز النفاذ مطلع مايو، كما سيبدأ فتح الاقتصادات تدريجيًا أيضًا ما يشير لوضع أفضل خلال شهر يونيو.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، مؤخرًا، انكماش الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميًا خلال 2020، كما توقعت انكماشًا قياسيًا للمعروض في أسواق النفط بـ 12 مليون برميل يوميًا في مايو بعد اتفاق خفض الإنتاج.
وفي 12 أبريل الجاري، تم الاتفاق التاريخي بين دول تحالف “أوبك+” على خفض الانتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا اعتبارًا من مايو المقبل، خلال الاجتماع الذي عُقد برئاسة السعودية عبر دائرة تليفزيونية الأحد الماضي. وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خل الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيًا.
وقال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن تراجع الأسعار حاليًا أثبت عدم اقتناع السوق بتخفيضات أوبك، ويظل النفط تحت ضغط تأثيرات فيروس كورونا. وأكد أن أسعار النفط لن تبدأ الاستقرار حتى يتم رفع القيود التي اتخذتها الدول حول العالم لمكافحة كورونا، وسيظل النفط يتجه للانخفاض، مع تقيده بنطاق تداول حول المستويات الحالية. وأضاف كمال أن شركات بترول عالمية أصبحت تحقق خسائر في ظل تراجع أسعار النفط عن 30 دولارًا للبرميل، ما دفعها إلى تخفيض استثماراتها البترولية.
وأشار إلى أن منتجي الزيت الصخري هم الأكثر تضررًا لارتفاع تكاليف الإنتاج مما أدى لقيام العديد من الشركات بخفض إنتاج النفط الصخري من مناطق امتيازها حول العالم.
من ناحية أخرى توقعت منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، انخفاض الاستثمارات في الاستكشاف والإنتاج بشكل كبير في عام 2020، مدفوعة بتأثيرات فيروس كورونا وتوترات الطلب على البترول. وقالت أوبك في تقريرها لشهر أبريل، إن دراسة أجرتها شركة “Rystad Energy”، افترضت سيناريوهين لمتوسط أسعار النفط العام الحالي، الأول ارتداده إلى 34 دولارًا للبرميل، أو بقائه عند 25 دولارًا كسيناريو ثانٍ..
وأعلنت شركة هاليبورتون الأمريكية، عملاق خدمات حقول النفط، أمس، عن خسارة قدرها مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري 2020، ومخصصات لانخفاض القيمة بنحو 1.1 مليار دولار بينما قدمت توقعات قاتمة بشأن حقول النفط الصخري في أمريكا الشمالية بعد تراجع الأسعار جراء فيروس كورونا، بحسب وكالة رويترز.
