وماذا عن الطرق المنسية؟

وماذا عن الطرق المنسية؟

بقلم : محمد نجم

أشهد وأقر بما يجرى ليلا ونهارا، لإنشاء شبكة عملاقة من الطرق الجديدة فى مصر، تقول الأرقام إنها تتجاوز سبعة آلاف كيلومتر، بتكلفة تزيد على 85 مليارًا من الجنيهات.

 

 

 

ويتزامن معها أيضًا إنشاء 200 كوبرى لمرور السيارات والمشاة فى مناطق مختلفة بحوالى 25 مليارًا.

 

 

 

ويكفى الإشارة هنا إلى بعض الطرق التى غيرت «طبيعة» وواقع الكثافة المرورية على الطرق الرئيسية فى مصر، ومنها الطريق الإقليمى الدائرى، وطريق القاهرة بنها الحُر، والقاهرة – العين السخنة، ثم إعادة «إحياء» طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوى.

 

 

 

وأعتقد أن كل من استعمل تلك الطرق الجديدة السابق الإشارة إليها، لابد أن يشهد بجودة تنفيذها، وسهولة وأمان الحركة عليها، وهو ما أدى إلى اختصار الوقت المطلوب للانتقال من نقطة البداية إلى نقطة الوصول، والأهم من ذلك انخفاض الحوادث المرورية التى كانت تذهب بالأرواح والأموال.

 

 

 

ولكن مازالت لدينا مشكلة.. وهى «صيانة» الطرق القديمة، سواء التى تربط بعض المحافظات معًا بعضها البعض، أو الطرق الداخلية التى تربط مدن المحافظة مع بعضها، وأيضا الشوارع الداخلية فى بعض المدن أو بين المدن وبعض القرى المحيطة بها.

 

 

 

ومن المعروف أن لدينا طريقين رئيسيين لا تتوقف الحركة عليهما نهارًا أو ليلا، حيث يمران ويربطان العديد من المحافظات المصرية فى الوجهين البحرى والقبلى، وهما: طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعى، وطريق القاهرة – أسوان الزراعى أيضا، أو القديم كما يطلق عليه البعض تمييزًا له عن الطريق الصحراوى الغربى أو الشرقى.

 

 

 

فمازال هذان الطريقان يعانيان من الإهمال الشديد فى «الصيانة» الدورية والتى وصفها البعض بالفريضة الغائبة فى مصر، وهو ما يتسبب فى كثرة الحوادث المرورية عليهما، فضلا عن ضياع الوقت وارتفاع تكلفة النقل من خلالهما.

 

 

 

وأنا هنا أكتب كشاهد عيان لمستخدم أحدهما، حيث تصادف سفرى أكثر من مرة خلال الشهور القليلة الماضية على طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعى، وذلك بسبب زياراتى المتكررة لمحافظتى «الشرقية»، أو بسبب تفقد أعمال التجديد والتطوير التى تجريها دار المعارف لفروعها بمدن الزقازيق، وطنطا، والمنصورة، وغيرها.

 

 

 

وقد يعلم البعض أن طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعى (225ك.م) يربط ويمر بسبع محافظات وهى القليوبية، والشرقية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والبحيرة، والإسكندرية.

 

 

 

وهو ما يعنى – فى التفاصيل – أنه يمر بأكثر من 13 مدينة بشكل مباشر، بداية من شبرا الخيمة، ومرورًا بقليوب، وقها، وطوخ، وبنها، وقويسنا، وبركة السبع، وطنطا، وكفر الزيات، وإيتاى البارود، ودمنهور، وأبو حمص.

 

 

 

ومحصلة ما تقدم أن هناك أكثر من 500 ألف مواطن يستخدمون هذا الطريق يوميًا من خلال حوالى 160 ألف سيارة مختلفة الأحجام والأنواع.

 

 

 

أضف إلى ذلك.. وبسبب مجاورته لخط السكة الحديد الذى يربط بين القاهرة والإسكندرية، وجود 14 محطة قطار رئيسية، و14 محطة فرعية، و50 مزلقانًا و300 ممر لعبور المشاة.

 

 

 

والمشكلة الأكثر أهمية بالنسبة لهذا الطريق أنه يعانى من الكثير من العشوائيات، سواء بالمطبات التى يقيمها بعض الأهالى فى القرى التى يمر عليها، أو فى عبور الأهالى بمواشيهم عليه، أو السير عكس الاتجاه أو قطع الطريق المفاجئ من الجرارات الزراعية والتكاتك.. هذا بخلاف الاعتداء المستمر على حرم الطريق من قبل المنشآت المقامة على جانبيه.

 

 

 

هذا هو حال طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعى فى الوقت الحالى، والذى يمر بمدن تتميز بالتكدس السكانى، وتستخدمه مناطق إنتاج صناعى وزراعى.. كالمحلة على سبيل المثال.

 

 

 

وقد سعدت جدًا واستبشرت خيرًا.. عندما لاحظت ومنذ أكثر من عام أن هناك عمليات تجريف للأسفلت القديم تتم فى المسافة ما بين شبرا الخيمة ومدينة طنطا.

 

 

 

ولكن تصادف أننى سافرت الأسبوع الماضى – ضمن وفد من دار المعارف – لكل من طنطا والمنصورة.. ووجدت الحال كما هو عليه بالنسبة للطريق.. وكما رأيته منذ عام أو أكثر.. عشوائيات مختلفة.. وصعوبة فى السير عليه بسبب التجريف.. وهو ما اضطرنا لخفض سرعة السيارة لأقل من 60 كيلومترًا فى الساعة!

 

 

 

وأنا لا أكتب هنا عن انطباع شخصى، فلست سوى «عابر طريق» مرتين أو ثلاث فى العام، ولكنى وبسبب طبيعة مهنتى الصحفية أعبر عن حال أهالينا فى تلك المحافظات والمدن المنتجة، والتى توفر كل ما يحتاجه «الأفندية.. أصحاب الصوت العالى» فى القاهرة والجيزة!

 

 

 

وقد أشار بعضهم بالفعل.. إلى أن الحكومة تهتم بالطرق التى يستخدمها رواد الساحل الشمالى.. وبعض مدن «الاستجمام» كالعين السخنة.. وشرم الشيخ وغيرهما.

 

 

 

ولكننى وعدتهم بإيصال صوتهم إلى «رجل المهام الصعبة» والإنجاز السريع.. اللواء كامل الوزير، والذى أعتقد أنه لن يتأخر عن وضع طريق القاهرة – الإسكندرية الزراعى فى دائرة اهتمامه ويشمله برعايته.

 

 

 

حفظ الله مصر.. وألهم أهلها الرشد والصواب. نقلا عن روزاليوسف