فاروق جويدة : الحب لا يشترى وأحيانا يباع

فاروق جويدة : الحب لا يشترى وأحيانا يباع

نقلا عن الاهرام

أى الأشياء فى رحلة العمر أهم المال..أم الصحة..أم الحب..إن الناس تجرى وراء المال ومن يملك الآلاف يريد الملايين.. وأحيانا يضحى الإنسان بكل شئ ابتداء بالشرف وانتهاء بالكرامة ولا مانع لديه أن يقبل المال الحرام وربما يسرق أو يعتدى على حقوق الآخرين..

 

وحين يسقط الإنسان فريسة للمرض يقف حائرا أمام المال لأنه لا يسترد له صحته.. ما أكثر الذين تصوروا أنهم بالمال يشترون الصحة وفى آخر المطاف اكتشفوا أن الصحة حين ترحل لا شئ يعيدها لا المال ولا غيره..

 

هناك حكمة قديمة تقول الصحة تاج فوق رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.. والإنسان لا يشعر بقيمة الصحة إلا إذا تسربت من بين يديه ووجد نفسه وحيدا حائرا ما بين عمر يمضى وصحة تتلاشى وأمامه تلال من الأموال لا تشترى له عمرا ولا تعيد له صحته التى لا تعود..

 

يبقى الحب منطقة بعيدة جدا عن المال لأنه لا يشترى فى المزادات ولا تعوضه أموال الدنيا إذا رحل ولكن الحب يحتل منطقة أخرى فى حياة الإنسان من يبيع الحب يخسر كل شئ وحين يجلس الإنسان مع نفسه ويسأل عن قلوب باعها أو باعته وأموال كسبها أو خسرها والصحة التى يتمنى يوما من أيامها تراه يحزن على شيئين أكثر الصحة والحب لأنهما لا يعوضان..

 

فى مضاربات البورصة أرباح وخسائر أى أن المال يمكن يعود ولكن الصحة حين ترحل تصعب عودتها أن حتى بالمال والحب حين ينسحب من حياة الإنسان لا يقبل العودة إلا بشروطه وقد تكون قاسية..لا تفرط فى صحتك فهى اغلى ما تملك وهى الثروة الحقيقية ولا تبيع إنسانا احبك أو أحببته فهو اكبر خسائر العمر..

 

أما المال فهو حظ جميل ولكنه ليس أجمل حظوظ الحياة لأن الصحة تسبقه والحب اكبر منه..سوف يبقى الحب هبة إلهية لأنه قرار الخالق سبحانه وتعالى وليس إرادة البشر وسوف تبقى الصحة نعمة السماء فلا تفرط فى هبات الخالق سبحانه وتعالى فهى الأغلى والأجمل.. إذا جاءك المال حلالا افتح له أبواب حياتك لكى تسعد به ولكن لا تنسى انه لا يوفر الأمان ولا يصنع السعادة.. إن السعادة الحقيقية أن تكون معافى.. وأن تتمتع بلحظة حب صادقة.