كاتب: اتفاق مصر وقبرص يقضى على حلم تركيا بأن تصبح قوة إقليمية للغاز

كاتب: اتفاق مصر وقبرص يقضى على حلم تركيا بأن تصبح قوة إقليمية للغاز

ايجى 2030 /

قال الكاتب والمحلل السياسي المقيم في لندن، أحمد أبو دوح، إن تركيا لا تعترف بالمعاهدة التي وقعتها مصر مع قبرص واليونان حول ترسيم الحدود البحرية عام 2013، لذلك فإن المعاهدات الدولية في هذا الشأن تكون هي الحل المفصلي الذي سيلجأ إليه الأطراف، خاصة بعد التجاوزات التركية في المياه اليونانية.

 

وأضاف أبو دوح خلال لقاء له على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامي أحمد صبح، أن دول الاتحاد الأوروبي تخشي أية مواجهة مستقبلية بين تركيا من جانب وقبرص واليونان من جانب آخر، إلا أنها تعلم أيضا أن أنقرة لا تعتزم أن يكون الحل العسكري هو الخيار الأول بالنسبة إليها لحل هذا النزاع، وأنها تبحث من وراء ذلك عن تحسين شروط التفاوض مع الاتحاد فيما يتعلق بالعلاقات “الأوروبية – التركية” المتصلة بانضمام الأخيرة للاتحاد.

 

وأوضح أبو دوح أن الاتحاد الأوروبي يدرك جيدا النوايا التركية في محاولة استغلال الغاز كورقة مساومة من أجل تحسين شروط التفاوض، مشيرا إلى أن أنقرة لجأت إلى الأسلوب العسكري – بإرسال بوراج لمنع شركة إيني من التنقيب، من أجل تحقيق ما تصبو إليه من التحول لقوة إقليمية في مجال الغاز.

 

وأشار أبو دوح إلى أن امتلاك قبرص للغاز الطبيعي سيضعها أمام خيار واحد وهو تصدير هذه الكميات الكبيرة من الغاز عبر أنبوب، وفقا لاتفاق بين مصر وقبرص تم يوم الخميس الماضي، مؤكدا أن هذا الاتفاق سينهي الحلم التركي بالتحول لقوة إقليمية في مجال الغاز ويقوّده.

 

ورأى أبو دوح أن التصرف المصري، خاصة عبر الاتفاقية الأخيرة باستيراد الغاز من إسرائيل، يحاول نزع فتيل احتمالات يمكن أن تفجر صراعات عسكرية في منطقة شرق المتوسط، مؤكدا أن تدخل الاتحاد الأوروبي يمكنه أن يردع تركيا في هذا الشأن، خاصة أن تركيا بدأت تظهر وكأنها قوة وحيدة في مواجهة مصر من جهة والاتحاد الأوروبي متمثلا في اليونان وقبرص من جهة أخرى، معتبراً إياه صراع إثبات إرادات وموازين قوى في المنطقة.

 

وأكد أبو دوح أن تركيا تحاول أن تُزعزع استقرار المنطقة طالما لم يتم إدراجها ضمن الاتفاقات التي تتجري، وأنها تحاول فرض نفسها كلاعب رئيسي في أية اتفاقات مستقبيلة وتحاول أن تُانقاذ فرصتها بالتحول إلى قوة إقليمة للغاز بدلاً من  مصر التي بدت أوراقها رابحة.