اليونيسف : أكثر المناطق عنفا للأطفال بالعراق نينوى والأنبار

اليونيسف : أكثر المناطق عنفا للأطفال بالعراق نينوى والأنبار

ايجى 2030 /

“يوجد في العراق اليوم إحدى أكبر العمليات على مستوى العالم التي تقوم بها اليونيسف استجابةً للاحتياجات الإنسانية والتنموية للفتيات والفتيان الأكثر هشاشة  في جميع أنحاء البلاد.

 

“أكثر من 4 ملايين طفلاً قد تأثروا من العنف الشديد في مناطق مختلفة منها نينوى والأنبار.  في العام الماضي لوحده، قُتل 270 طفلاً، كما حُرم العديد من الأطفال من طفولتهم وأجبروا على القتال على الخطوط الأمامية. سترافق الندوب الجسدية والنفسية بعض هؤلاء الأطفال مدى الحياة نتيجة تعرضهم للعنف غير المسبوق. كما وأُجبِر أكثر من مليون طفل على مغادرة بيوتهم.

 

“بينما يشارف القتال على الانتهاء في بعض المناطق، فإن طفرات العنف تستمر في غيرها. ففي هذا الأسبوع، شهدت بغداد ثلاثة تفجيرات. لا يقتل العنف الأطفال فحسب بل يدمِّر المدارس والمستشفيات والمنازل والطرق كذلك، كما ويمزق النسيج الإجتماعي المتنوع وثقافة التسامح التي جمعت مكونات المجتمع المحلي.

 

“في شمال مدينة الموصل، والتي شهدت تدميراً لا يوصف، التقيتُ بأطفالٍ تأذّوا بشدّة نتيجة ثلاث أعوامٍ من العنف. ففي إحدى المدارس التي أعادت اليونيسف تأهيلها مؤخراً في الأجزاء الغربية من الموصل، التقيتُ بنور البالغة من العمر 12 عاماً. أخبرتني عن بقائها مع عائلتها في المدينة حتى عندما بلغ القتال ذروته. حدثتني عن خوفها عندما كانت تأوي إلى الملجأ. خسرت نور ثلاث سنوات دراسية، وتعمل الآن بجد للتعويض عن ذلك وتعلُّم اللغة الإنجليزية مع فتيات وفتيان آخرين.

 

“قد تكون البشرية قد أثبتت مرة أخرى في الموصل وأجزاء أخرى من العراق قدرتها الهائلة على التدمير والتخريب. ولكن قوة أكبر بكثير تركت إنطباعاً أعمق؛ وهي التصميم على إعادة البناء والاستمرار في الحياة. كان الأطفال متحمسين وهم يتحدثون عن تطلُّعاتهم، ويُبدون سعادتهم من تمكنهم من اللعب والدراسة مرة أخرى.

 

“لقد التقيتُ بسمير، المُدرّس المتقاعد والنازح، الذي نجا رغم النزاع العنيف. تكلم سمير وملؤه الأمل والحيوية عن قوة الأطفال التي لا حدود لها للتعافي والتغلب على دمار الحرب من خلال المدرسة واللعب. سمير هو الدليل على أنه لا يوجد جيلٌ ضائعٌ في العراق.

 

“تسبب الفقر والنزاع في انقطاع العملية التعليمية ل 3 ملايين طفل في أنحاء العراق. بعضهم لم يُتح له الجلوس في صف دراسيّ في حياته. يعيش أكثر من ربع الأطفال في العراق في فقر، حيث أن الأطفال في المناطق الجنوبية والريفية كانوا الأكثر تضرراً خلال العقود الماضية.

 

“مع استعداد العراق للانتخابات وللقِمَّة الدولية للعراق، لا توجد لحظة أفضل لوضع مصلحة الأطفال في الأولوية ووقف العنف وكسر حلقة الفقر والحرمان.

بالنيابة عن نور وسمير والملايين من الأطفال والعائلات، تناشد اليونيسف السلطات العراقية والمجتمع الدولي تحقيق ما يلي:

  • إنهاء جميع أشكال العنف في كل مكان في البلاد، حتى يتمكن الأطفال والعائلات في العراق من العيش في أمان وكرامة، محميّين من الأذى.

  • مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والإنعاشية مثل المياه والتعليم والدعم النفسي الاجتماعي والتغذية والخدمات الصحية للأطفال الأكثر تضرراً، بمن فيهم أولئك الذين لا يزالون في المخيمات والمستوطنات العشوائية.

  • الاستثمار الفوري الطويل الأمد في التعليم. إنَّ لأطفال العراق الحق في التعلّم والتطلع إلى غدٍ أفضل شأنهم شأن كلّ الأطفال في جميع أنحاء العالم. أطفال اليوم هم معلّمو وأطباء ومهندسو وعلماء الغد، والاستثمار فيهم الآن هو استثمار في مستقبل العراق.

 

إن مؤتمر القمة الدولي للعراق الذي ستستضيفه دولة الكويت في الفترة من 12 إلى 14 شباط/ فبراير هو فرصة فريدة أخرى لحكومة العراق والمجتمع الدولي لزيادة تعزيز الالتزامات اتجاه أطفال العراق. وذلك ليس من خلال خطة أخرى، بل من خلال الالتزام بزيادة الميزانيات المخصصة لدعم الأطفال بهدف التأثير إيجابياً على حياتهم.

 

“يَتَعيَّن على الدول الأعضاء والقطاع الخاص تحويل التعهدات المالية إلى التزامات ملموسة للأطفال. وهذا أمر أساسيّ لإعادة بناء عراق سلميّ ومزدهر بعيداَ عن دورات العنف المفرغة والفقر المتعاقب عبر الأجيال.

 

“ستواصل اليونيسف وشركاؤها الوقوف بثبات مع الفتيات والفتيان في العراق لضمان احترام وإحقاق حقوقهم المتفق عليها في اتفاقية حقوق الطفل وفي القانون الإنساني”