مفكر فرنسي: الحنين يدفعني للعودة للقاهرة.. والعديد يتغنوا بجمالها في الخمسينات

مفكر فرنسي: الحنين يدفعني للعودة للقاهرة.. والعديد يتغنوا بجمالها في الخمسينات

ايجى 2030 /

قال الكاتب والمفكر الفرنسي، آلان جريش، إن هناك ولع بالقضية الفلسطينية وبالشرق الأوسط أيضا للفرنسيين وله،  مرجعاً ذلك لعدة أسباب، أولها أن هناك علاقة تاريخية بين فرنسا وبين الشرق الأوسط، والتي كانت أحيانا علاقات استعمارية في لبنان وسوريا، كما أن فرنسا كان لها دور خاص في القدس،  والثاني أن المجتمع الفرنسي كان مهتم بدولة إسرائيل لوجود علاقات بملف المحرقة ضد اليهود في أوروبا.

وتابع جريش خلال مقابلة له ببرنامج “لقاء خاص” على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامي نبيل درويش، أن الفرنسيين كانوا مهتمين بالأوضاع في الشرق الأوسط مع حرب 1967 والتي رأوها جزء من الحرب الباردة وأنها يمكن أن تكون سبب في نشوب حرب عالمية جديدة، لافتا إلى أن الرئيس الفرنسي آنذاكن شارل ديجول، كان مهتم بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية، وهو أمر استغربه الكثيرين نظراً أن هناك تحالف كان قائما بين فرنسا وإسرائيل، إذ أسس ديجول ما سمي بـ”سياسة فرنسا العربية” وغيّر السياسة الفرنسية تجاه العرب.

وأوضح جريش أن فرنسا غيرت من وجهة نظرها تجاه الشرق الأوسط لسببين، أولا بدافع فكرة العدالة والثاني من وجهة نظر المصلحة، فبعد حرب الجزائر رأى “ديجول”  أن فرنسا لها دور خاص في منطقة البحر المتوسط ويجب تطوير العلاقات مع كل الدول العربية، في الوقت ذاته رأى أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية سيؤسس لفكرة “المقاومة” وأن إسرائيل ستسميها “إرهاب” وهو ما حدث بالفعل.

وتطرق جريش إلى نشأته في مصر، إذ ترعرع بها حتى عمر الـ14 عام ليغادر إلى فرنسا مع والده بالتبني، وسكن في شارع سليمان باشا، أو ما يعرف حاليا باسم شارع طلعت حرب، مشيرا إلى أنه يشعر بالحنين إلى مصر ويزورها أوقات كثيرة ويسكن بالقرب من تلك المنطقة التي نشأ بها، لافتا إلى أنه تجمعه صداقات بالكثير ممن عاشوا في مصر في الخمسينات وغادروها، ورأى أن مصر كانت جميلة في تلك الأوقات، برغم أن الثقافة والسلطة كانت في أيدي الأجانب.

وفي عام 1962 قرر والده مغادرة مصر متوجها إلى فرنسا، إلا أنه واجه انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فسافر إلى لبنان وحصل على جواز سفر لبناني ثم سافر إلى فرنسا، مشيرا إلى أن الهوية لها علاقة بالثقافة واللغة، وأن ثقافته ولغته فرنسية ولا يمكنه حتى الان قراءة رواية بالعربية، مؤكدا أن لديه تعاطف خاص مع مصر حيث ولد ونشأ وتعلم بها السياسة.

وأشار جريش إلى أنه كان شيوعياً في عمر 14 عام، لكن ليس بالمعني الأيديولوجي لكن بالفطرة، إذ كانت أمه شيوعيه وكبر في عهد عبدالناصر وشهد بداية العلاقات مع الاتحاد السوفيتي، وعندما سافر إلى فرنسا علم 1962 انضم إلى الشباب الشيوعي.

ولفت جريش إلى أنه مع بدايات ع التدخل السوفيتي في أفغانستان بدأ الشك يدخل قلبي تجاه الشيوعية، وبدأ في التفكير في أن أي تدخل عسكري أجنبي في أي بلد سيؤدي إلى حرب استعمارية وهو ما حدث.

وأكد جريش أنه مع النقد الذاتي إلا أنه ضد الفكر الذي يتنكر للكفاح الذي قامت به الشيوعية خلال الخمسون عاما الماضية، مشددا على أن الشيء الأساسي الذي حدث في القرن العشرين هو التحرر الوطني ونهاية الاستعمار.