د . حماد عبدالله : الموقف الإيجابى فى الحياة!

د . حماد عبد الله : الموقف الإيجابى فى الحياة!

من مفكرتى أكتب لكم اليوم الجمعة كعادتى شيئاً من نفسى ،وشيئاً من اخرين ، لعل وعسى أن يرزقنا الله خيراً بما إنتوينا من نعمة ، وخير ، ودعاء للأخرين ولنا بالقطع .

 

الموقف الإيجابى هى حالة مزاجية إيجابية تنقلها عن نفسك إلى الآخرين عاكساً الطريقة التى تنظهر بها إلى العالم من حولك فتبدوا أمام الآخرين أكثر سحراً وجاذبية ويمكن للإنسان أن يكسب معركة الحياة فى كل اتجاه إذا تبنى موقفاً إيجابياً.

 

قال (ابراهام لينكولن) إن الإنسان يشعر بالسعادة بقدر ما هو مستعد لذلك ولو أنك لا تعرف أن اليوم هو أفضل أيام حياتك فإن الآرجح هو أن أفضل أيام حياتك سوف تفوتك.

 

فى إحدى القرى الصينية كانت فتاة صينية متزوجة حديثاً تعانى كثيراً من حماتها فقد كانت متسلطة ودائمة التذمر والإنتقاد لها ورغم ذلك وحسب التقاليد الصينية فكان يتطلب من تلك الفتاة أن تلبى كل رغباتها وتنحنى لها فصبرت الفتاة طويلاً حتى ضاقت ذرعاً بها فإشتكت إلى السيد (هوانج) صديق والدها بائع الأعشاب وطلبت منه بعض الأعشاب السامة لتتخلص من حماتها إلى الأبد ،ففكر طويلاً ثم قال لها :حسناً سأساعدك ولكن بشرط أن تصغى لى وتفعلى ما امرك به وإنسحب العشاب إلى غرفة صغيرة ومعه علبه مع قطارة طلب منها أن تضع كل يوم قطرة منها إلى طعام حماتها شريطة أن تغير موقفها منها تماماً حتى لا تشعر بشىء تجاهها ، وأوصاها قائلاً : ” عليك أن تكونى رقيقة معها وصديقة لها وتنفذى رغباتها وألاّ تتشاجرى معها أبداً”،سعدت الفتاة بذلك ونفذت تعاليم العشاب تماماً وبعد مضى ثلاث أشهر على ذلك وجدت نفسها فى غاية السلام مع حماتها وأصبحت حماتها تحبها وتهتم بها كما لو كانت أبنتها ، ولما رأت الفتاة ذلك التغيير فى حماتها ذهبت إلى السيد هوانج وطلب منه أن يوقف مفعول السم الذى ظلت تعطيه لها طوال الثلاثة أشهر ، فأبتسم العشاب قائلاً :” أنا لم أعطك سماً ولكن العلبة قطرات من الماء ، إن السم الوحيد كان كامناً فى عقلك وفكرك وفى طريقتك فى

 

التعامل نحو حماتك ولقد تلاشى عندما غسلتيه بالحب والمودة والرعاية” ،عندما تتمكن من تخطى بعض المشكلات الخطيرة فى العلاقات لا تتذكر الأوقات الصعبة ولكن فكر بالمتعة التى جنيتها نتيجة مرورك بهذه المرحلة فى حياتك عندما تنجو من حادثة خطيرة لا تفكر بالصدمة التى يمكن أن تكون قد سببتها لك ، ولكن بالمعجزة التى نجتك منها عندما تتخطى أزمة صحية لا تفكر بالمعاناة التى واجهتها ولكن برحمة الله التى منحتك العلاج أحرص على أن تضع فى ذاكرتك الأمور الجيدة التى ظهرت وسط المصاعب ، أنظر إلى العالم على أنه عالم يفيض بالخير ، ملىء بالموارد والفرص التى تكفى للجميع ،عش وأنت تشعر بالحياة وهى تزخر بالطاقات الوفيرة القادرة على إسعاد كل البشر ، تلمّس كل يوم مدى وسع هذا العالم وقدرته على

 

الكرم انظر إلى الطبيعة كم هى ولادة للجمال .ولقد خلقنا الله وزرع فى نفوسنا الطاقات الهائلة من الخير تنتظر منا نحن البشر أن نؤمن بها ونثق بأنفسنا وقدرتنا على إخراج ذلك الخير لجعل حياة الناس جنة على الارض .

 

أن موقفى من الحياة فى كل صباح جديد نحو الناس والعالم ,هو الذى يقرر سعادتى ونجاحى ,فشلى أو إخفاقى , وهو الذى يشعل فى قلبى الحماس لإنجاز أعمالى ,عندما أتوجه ذهنياً وعقلياً نحو النجاح والخير والسعادة منذ بواكير الصباح فأننى بذلك قد حققت قبل أن يبدأ يومى نصف النجاح  نحو تحقيق أهدافى وإنجاز ما أصبو إليه فى ذلك اليوم ،لا تقلل من شأن أى فعل مهما كان بسيطا ما دام صادقاً وعميقاً ونابعاً من القلب . لا تستصغر أيه كلمة طيبه مهما كانت صغيره أو عابرة.

 

إن الحياة الحقيقية هى تلك الأفعال البسيطة والكلمات الصغيرة القوية والمليئة بالمعانى التى تنشرها هنا أو هناك ,إن الحياه التى تزخر بالغنى هى تلك التى نعيشها وقد ملأناها بأشياء تؤثر فى الاخرين وتغير حياتهم نحو الأفضل .

 

هذا من كل وجزء من “الرقص مع الحياة” “د.م/مهدى الموسوى”