برنار هنرى يطالب الفلسطينيين التنازل عن حُلم العودة للتوصل لحل وسط .. يهودى

برنار هنرى يطالب الفلسطينيين التنازل عن حُلم العودة للتوصل لحل وسط .. يهودى فعلا

ايجى 2030 /

اعتقد الكاتب والمفكر الفرنسي، برنار هنري ليفي، أن حل الدولتين لا يزالُ ممكنًا ولم يمت بعد، قائلاً: “طالبتُ بهذا الحل منذ 40 عامًا.. وإذا لم يتم حل الدولتين فإن أبواب جهنم ستفتح في المنطقة عاجلاً أم آجلاً”.

وقال ليفي خلال “لقاء خاص”، أداره الإعلامي الكبير نبيل درويش، المذاع على شاشة “الغد” الإخبارية،: “أريد قيام دولتين ديمقراطيتين وليست دولة ديمقراطية واحدة”، مضيفًا أن هناك عقبتين في مواجهة حل الدولتين، الأولى هي السياسة غير المسؤلة للحركة الفلسطينية منذ سنوات عديدة، فـ القادة الفلسطينيون كانوا أكثر اهتمامًا بالتجوال في عواصم العالم حاملين مشعل ثورة غير حقيقية بدلاً من التركيز على بناء دولة، أما العقبة الثانية فهي سياسة حكومة اليمين الإسرائيلي وبناء المستوطنات، لذلك أعتقد أنه يمكن التغلب على هاتين العقبتين، فيمكن أن نرى غدًا قيادة فلسطينية تقرر فعليًا العمل من أجل السلام، وقيادة إسرائيلية تُقرر تفكيك المستوطنات وتقترح تبادلاً ذكيًا للأراضي.

وأضاف ليفي أنه أيّد دائمًا عملية السلام، وساند المبادرة السلمية التي أطلقها  يوسي بيلين وياسر عبد ربه عام 2000 في جنيف، إذ كان أحد سفراء هذه المبادرة في أوروبا مع كل من برنار كوشنير وبروكسمان، وقال بكل تواضع أنني دعمت خطة جنيف بكل قوة في أوروبا وإسرائيل وفلسطين، وفي عام 2002 قدمت مرافعة عن مبادرة جنيف بيرزيت في رام الله.

وأوضح ليفي أنه مع التدخل في حالة عدم وجود حلول أخرى، وفي حالة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية كما كان الأمر في ليبيا وهو اليوم في سوريا، أما في حالة الحرب المتكررة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ عقود طويلة فإننا لا نواجه وضعًا مماثلاً لمثل هذه الجرائم الجماعية، فمثل هذه المشكلة يجب أن يتم حلها حول مائدة التفاوض.

وتطرق ليفي إلى أن البعض يُريد تصويره على أنه المثقف اليهودي الذي يعمل لصالح قوى أجنبية ويتلاعب بمصائر البشر، وأن كل ذلك يُعبر عن حالة من الغباء لا معنى لها، أما تشبيهي بـ لورانس العرب فهذا شرفٌ لا داعي له فهو بطل بالنسبة ليّ كرس جزءًا من حياته لصالح شعب لا ينتمي إليه، وأنه رجلٌ فكر وفعل أوروبي وبريطاني وهناك أمثلة أخرى مثل بايرون الذي عمل لصالح الشعب اليوناني أو أندريه مالورو الذي دافع عن الجمهورية في إسبانيا.

واعتقد ليفي بأن حالة التناحر بين اليهود والعرب هي حالة مؤقتة في تاريخ البشرية، موضحًا أن العداء بين الشعبين العربي واليهودي ليس سوى حلقة من حلقات التاريخ، وهذه هي العبرة التي نخرج بها من تلك الرواية الخاصة بهاجر وإسماعيل حينما كان الموت عطشًا يحيق بهما، وحينما فجر الله لهما ينبوع ماء لكي ينقذهما برغم اعتراض الملائكة الذين احتجوا بأن العرب واليهود سيتحولون إلى أعداء بعد آلاف السنين.

وأكد ليفي أنه يُمكن أن يكون المرء يهوديًا دون أن يكون صهيونيًا، ومن الممكن أن يكون صهيونيًا دون أن يكون يهوديًا.. ولا أعتقد أن اليهودية يُمكن أن تكون هوية، موضحًا أن اليهودية ليست هوية أو طائفة، فالفلسفة اليهودية ترى أن رهان اليهودي هو في الانفتاح على الآخر.

وأشار ليفي إلى أن هناك من ينادون بدولة دينية في إسرائيل ولكنهم مخطئون، ومثلما نجد اليمين المتطرف في فرنسا، الذي أناهضه بكل قوة هناك يمين متطرف في إسرائيل ينادي بالخضوع للحاخامات، لكنني لا أؤمن بذلك لأن مثل تلك السياسة ستكون انتحارًا لإسرائيل.

ووجه رسالة ليفي قائلاً: “رسالتي ستكون تلك التي عبر عنها كاتب إسرائيلي أقدره كثيرًا وهو  عاموس عوز، الذي نصح الفلسطينيين والإسرائيليين بالطلاق، وحتى يتم الطلاق يجب على كل طرف أن يتنازل عن جزء من أحلامه، فالطريق نحو الحضارة يتطلب القدرة على التنازل عن جزء من الحلم وهو أمر ليس سهلاً بالتأكيد، لكن على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يفهموا ذلك، وأن يعوا أن العالم الذي نعيش فيه ليس مثاليًا، فعلى إسرائيل أن تتنازل عن مشروعها القومي الذي وضعه بعض الآباء المؤسسين، وعلى الفلسطينيين أن يتنازلوا عن حُلم العودة إلى منازل آباءهم وينبغي التوصل إلى حل وسط سياسي يقبله الطرفان وعلى كل منهما أن يتوجه نحو الآخر.

وأشار ليفي إلى أنه ليس مستشارًا لنتانياهو، ولم تسنح له الفرصة ليقول ذلك، ولكني قلت ذلك لأرييل شارون قبل عدة أشهر من وفاته، وبعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة قلت له أن مصلحة إسرائيل هي في أن يتم هذا الطلاق، وإبرام هذا الحلف الديمقراطي، وأنه بدون حل الدولتين فإن إسرائيل ستخسر روحها التي قامت عليها وستخسر السلام.