جلال دويدار :قمة عربية في مواجهة التمزق والفرقة والتآمر

جلال دويدار :قمة عربية في مواجهة التمزق والفرقة والتآمر

شهد منتجع البحر الميت في الأردن اليوم انعقاد القمة العربية الـ 28 في وقت وصل فيه حال الدول العربية إلي ما لا يسر عدوا ولا حبيبا. تتجسد هذه الصورة المأساوية في التمزق والصراعات المسلحة والمشاحنات والخلافات العربية العربية.

 

من بين التداعيات.. السماح باغتيال سيادة بعض هذه الدول العربية من خلال التدخلات الأجنبية العسكرية والسياسية التي ساهمت فيها وللأسف بعض الأطراف العربية هذه التطورات المدمرة بدأت وتصاعدت في الدول العربية في ظل ما يسمي بالربيع العربي الذي لم يكن سوي خراب عربي بكل المعاني.

 

بدافع من الأنانية وتصاعد الرغبة في تصفية الحسابات تدنت علاقات التواصل بين الدول العربية بعضها مع بعض حدث هذا بسبب سوء التقدير وعدم المسئولية السياسية في التعاملات التي افتقدت لمعاني الأخوة القائمة علي الاحترام والمصالح المشتركة والتضامن.

 

كل هذا أدي إلي أن تصبح الدول العربية وبالتالي تجمعها المتمثل في الجامعة العربية لا حول له ولا قوة. أصبح مصير أمنها واستقرارها مرهونا بما تقرره الأطراف الأجنبية.

 

كم أرجو أن يستوعب القادة العرب الذين يلتقون اليوم أبعاد هذه الفتنة الطاغية التي تعصف بالأمة العربية وتهدد وجودها.

 

من المؤكد أن توصلهم إلي صيغة للتضامن المأمول لا يمكن تحقيقها دون أن تصفو النفوس ويدرك الجميع بأن التوحد قوة وأن عليهم أن يؤمنوا بأن وحدتهم هي الطريق الوحيد للنجاة من الخطر الداهم الذي لن يستثني أحداً حاليا ومستقبلا.

 

من ناحية أخري فلا جدال أن مسلسل هذه الحروب المدبرة والمفتعلة إنما يستهدف توريط الدول العربية لاستنزاف قواها ومواردها. هذه الأوضاع لابد وأن تفرض نفسها علي اجتماع القمة وعلي اللقاءات الجانبية. هذا الملف الشائك يشمل ما قامت وتقوم به التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش في تفعيل مخططات التآمر الخارجي علي أمن واستقرار سيادة الدول العربية.

 

لم يعد غائبا أن التأثير السلبي لهذه الضغوط انعكس علي الاولويات وهو ما ترتب عليه تراجع الاهتمام بالقضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين وحقوق شعبها.

 

في نفس الوقت فإنه يتحتم ان نعلم يقينا ما أصبحت تمثله التطلعات والأطماع الإيرانية والتركية والقطرية من أخطار تأخذ شكل التدخلات في الشئون العربية بشكل عام والشئون الخليجية بشكل خاص. هذا الموقف غير الودي والمتناقض مع القيم والأخوة الإسلامية أدي إلي المزيد من التعقيد والتفاقم للأوضاع بشكل عام.

 

هذه التدخلات الإيرانية والتركية تحولت الي أمر واقع ومعلن في اليمن وسوريا والعراق مضافا إليها تدخلات كل من تركيا وقطر في ليبيا. حول هذا الشأن ليس خافيا أن التورط الإقليمي في هذه الصراعات كان مبررا لإنعاش التآمر الخارجي علي الأمن القومي العربي.

 

ليس من سبيل لخروج العرب من محنتهم وآفة التدخلات في شئونهم إقليميا أو خارجيا سوي بالتقارب والتلاحم. لابد من توافر النية الصادقة والعمل المخلص من أجل إزالة الفجوة والخلافات والمواجهة الصريحة والحاسمة لتحركات الطابور الخامس في صفوفهم. إنهم مطالبون بأن يؤمنوا بأن توافقهم وتضامنهم وحرصهم علي التنسيق والتعاون الشفاف.. هو السلاح الذي يضمن لهم القوة اللازمة لمواجهة التآمر والعدوان وحماية أمنهم واستقرارهم ومواردهم. صحيفة الاخبار