سيمنس تحتفل بإنجاز هام  في مشروعاتها العملاقة في مصر

ايجى 2030 /

أعطى اليوم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إشارة البدء لانطلاق المرحلة الأولى من مشروعات سيمنس العملاقة في مصر حيث يُمثَّل هذا الحدث علامة فارقة على طريق استكمال هذه المشروعات والتي من المنتظر أن تُعزز قدرات مصر لإنتاج الطاقة الكهربائية بنحو 45% إضافية مقارنة بالقدرات الحالية بمجرد الانتهاء منها. ومن خلال العمل سوياً مع شركائها المحليين:  أوراسكوم للإنشاءات والسويدي إليكتريك نجحت سيمنس في تسجيل رقم قياسي عالمي جديد في تنفيذ مشروعات عملاقة بهذا الحجم وربط 4,8 جيجاوات بالشبكة القومية للكهرباء في 18 شهراً فقط من تاريخ توقيع العقود لأكبر مشروع في تاريخ الشركة. هذا وقد تم تنظيم احتفالية بالقاهرة تم التواصل مع مواقع الإنشاءات للمحطات الثلاث عبر الفيديو كونفرانس.

 

ومن أجل دعم جهود إعداد أجيال جديدة من العمالة المصرية المُدربة على أعلى مستوى أعلنت شركة سيمنس عن تفاصيل التحالف الإستراتيجي بين الشركة وبين الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا من أجل دعم التعليم الفني والتدريب المهني في مصر حيث قام جو كايسر الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة سيمنس بالإعلان عن هذا التحالف خلال احتفالية بحضور عدداً من مسئولي الحكومة وقادة الأعمال.

 

وفي إطار هذه الاتفاقية، ستتعاون سيمنس مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ نيابة عن وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية من أجل تأسيس وتشغيل مركز تدريب مشترك فضلاً عن تطوير إحدى المعاهد العامة للتعليم الفني والتدريب المهني حيث تم تصميم هذه المبادرة في سياق رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المُستدامة عبر تحفيز خطط النمو الاقتصادي طويل الأمد وخلق فرص عمل ودعم تنافسية الصناعات المصرية.

 

ومن جهته صرح جو كايسر، قائلاً: “بالإضافة إلى التزام سيمنس ببناء منظومة طاقة في مصر تتسم بالكفاءة ووفقاً لأحدث التقنيَّات، فإن الشركة ستدعم عملية تدريب العمّالة المصرية عبر توفير التدريب لنحو 5,500 من الشباب المصري الماهر على مدار الأعوام الأربعة المُقبلة”. وأضاف: “إن هذه الشراكة الإستراتيجية مع الوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية تُمثَّل محطة جديدة في تاريخ سيمنس في مصر، كما إنها تؤكد على التزامنا المشترك بدعم عمليات التطور والتنمية طويلة الأجل في مصر”.

 

وتعليقاً على الشراكة مع سيمنس، صرح جيرد مولر، وزير التعاون الاقتصادي والتنمية لألمانيا قائلاً: “إن جهود التنمية المُستدامة تتطلب استثمارات القطاع الخاص وتوافر عمالة مُدربة. من خلال تعاوننا الوثيق مع سيمنس فإننا سنعمل على ضمان قدرة مركز التدريب الفني على توفير احتياجات سوق العمل المحلي وخاصة أن هدفنا هو توفير القاعدة اللازمة لجذب المزيد من الاستثمارات والمزيد من الفرص في مصر”.

 

إن التدريب المهني ورفع قدرات العمالة الفنية يعتبر أمر حيوي من أجل تحفيز النمو وزيادة فرص التوظيف في قطاع الطاقة وغيره من القطاعات الأخرى. فعلى سبيل المثال يعمل حالياً نحو 20,000 عامل في مواقع انشاءات محطات سيمنس الثلاث في قطاع الطاقة.

 

ومن المنتظر أن يصبح مركز التدريب الجديد منصة مُستدامة لتوفير التدريب المهني في عدد من المجالات الصناعية المتخصصة بهدف زيادة عدد الكفاءات المهنية في مصر. وعند استكمال انشائه، فإن المركز الذي تبلغ مساحته 2,000 متر مربع، ويقع في منطقة العين السخنة، سيقوم بتدريب نحو 5,500 مهندس وفني سيتم اختيارهم على مدار أربع أعوام، حيث سيتم تدريب هؤلاء الشباب على مهارات متطورة في مجالات التشغيل والصيانة والإصلاح في قطاع الطاقة، إلى جانب عدد كبير من البرامج التدريبية لخدمة نطاق واسع من الصناعات مثل: التخصصات الميكانيكية والكهربائية والميكنة الآلية والتحكم والميكاترونيكس وغيرها من المجالات الهامة للاقتصاد المصري.

 

المركز الذي يقع في محور تنمية قناة السويس بالعين السخنة سيعتمد على أحدث التقنيَّات التي تحاكي الحياة الواقعية من خلال عدد كبير من البرامج التدريبية والمنهجيات المتعددة لتأهيل الفنيين والمهندسين على مستوى منطقة الشرق الأوسط ككل بالمهارات التي سيحتاجون إليها في حياتهم المهنية.

 

وإلى جانب إنشاء مركز التدريب، ستتعاون سيمنس ووزارة التعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا في تطوير أحد المعاهد العامة للتعليم الفني والتدريب المهني استناداً إلى نظام التعليم الفني في ألمانيا وستُتاح الفرصة للخريجين المتميزين للالتحاق بمركز التدريب لدعم التطور في قطاع الطاقة في مصر.

 

ومن المتوقع أن يبدأ العمل في إقامة المركز في 2017 على أن يتم افتتاحه رسمياَ في 2018. الجدير بالذكر أن سيمنس واحدة من أكبر مؤسسات التعليمية الخاصة في ألمانيا في توفير برامج التدريب لأكثر من 9.000 طالب في التعليم الفني والجامعات.

 

يُشار هنا أن مشروعات سيمنس العملاقة في مصر شهّدت العديد من الأعمال الإنشائية الهائلة، حيث يتم استخدام أكثر من 1.6 مليون طن من مواد البناء، منها 960,000 طن من الخرسانة و48,000 طن من حديد التسليح. تم أيضاً بذل جهود كبيرة في تسوية التربة وإزالة الصخور والأحجار، ففي محطة بني سويف على سبيل المثال تم القيام بأعمال حفر عملاقة من أجل إعداد الموقع وهو ما أدى إلى إزالة نحو 1,750,000 متر مكعب وهي نفس كمية الحجارة الموجودة في الهرم الأصغر. وبمجرد الانتهاء منها، فإن كل محطة من المحطات الثلاثة الموجودة في بني سويف والعاصمة الجديدة والبرلس ستصبح أكبر محطة في العالم تعمل بالغاز الطبيعي وتعتمد على تكنولوجيا الدورة المركبة بإجمالي قدرة كهربائية تبلغ 14,4 جيجاوات.

 

ومن أجل زيادة قدرات شبكة نقل الكهرباء، نجحت سيمنس في ديسمبر الماضي في تشغيل أول ثلاث محطات محولات في إيتاي البارود وكفر الزيات ومغاغة لنقل الطاقة الموّلدة من المحطات الثلاث وربطها بالشبكة الوطنية حيث تم تشغيل هذه المحطات خلال 10 شهور من تاريخ توقيع العقود بما يتماشى مع الجدول الزمني لتشغيل المحطات الثلاث. ففي ديسمبر 2016، وقّع تحالف شركة سيمنس والسويدي إليكتريك لنظم القوى على عقد مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء لتصميم وتركيب وتوريد ستة محطات محولات في مدن مغاغة وإيتاي البارود وبنها ووادي النطرون وأسيوط وكفر الزيات وسيتم الانتهاء من محطات المحولات المتبقية وربطها بالشبكة بنهاية ديسمبر 2017.

من ناحية أخرى، وقّعت سيمنس على عقد صيانة وخدمات لمدة 9 سنوات للمحطات الثلاثة، بهدف ضمان أعلى معدلات الاعتمادية والإتاحة الإنتاجية والكفاءة في الأداء للمحطات على المدى الطويل وذلك استناداً إلى خدمات سيمنس الرقمية والتكنولوجيا المتطورة لتحليل بيانات المحطات.

 

وكان توفير التمويل هو أحد العناصر الأساسية لتنفيذ هذه المشروعات وفي هذا الإطار تولت إدارة سيمنس للخدمات المالية بوضع هيكلية لتوفير التمويل لنطاق عمل سيمنس في المشروع بما في ذلك توفير ضمانة مالية مخصصة لهذا المشروع. كما تم توفير التمويل لجزء كبير من نطاق عمل سيمنس وشركائها المحليين في المحطات الثلاثة من خلال تحالف من البنوك الدولية والإقليمية. وقامت وكالات ائتمان الصادرات بتغطية الجزء الأكبر من التسهيلات الائتمانية للمشروع.