المنظمة وفرعها في ليبيا يطالبان بتحقيقات شفافة في قتل محتجزين

إيجى 2030 /

يعرب كل من المنظمة العربية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا (فرع المنظمة في ليبيا) عن عميق القلق إزاء الاضطرابات المتواترة في مختلف أنحاء ليبيا، وخاصة خلال الأيام الستة الأخيرة، والتي شهدت جرائم اغتيال وقتل خارج نطاق القانون وأعمال قتال للتنافس على السيطرة على موارد نفطية واستهداف نازحين في مخيماتهم.

اغتيال الحقوقي بوقعقيص

كما تواصل استهداف الحقوقيين والسياسيين شرقي البلاد، حيث تم استهداف الناشط الحقوقي “محمد بوقعقيص” ومرافقيه بتفجير سيارته ما أدى إلى استشهاده وثلاثة آخرين، وهو ما تزامن مع إطلاق قذيفة على ساحة الكبش بوسط بنغازي، والتي ورد أن تنظيم “داعش” الإرهابي المتحصن في حي “قنفودة” ببنغازي يقف ورائها بحسب مصادر أولية، وأدت إلى ارتفاع عدد المصابين إلى 26 شخصاً على الأقل، بينهم ستة حالات حرجة.

وكان بوقعقيص في آخر ظهور إعلامي له قبل اغتياله مباشرة قد أكد أن المحاصرين في حي قنفودة ليسوا ليبيين، وأنهم عناصر عسكرية واستخباراتية لدول أجنبية تعمل على إثارة الاضطرابات والاقتتال في ليبيا.

قتل خارج نطاق القانون

كما تم العثور على جثث 10 أشخاص بعد قتلهم وظهور ملامح تعذيب على أجساد بعضهم، وتم العثور على هذه الجثامين في تجمعات للقمامة في بنغازي، واتهم أحد المصادر بعض عناصر جهاز البحث الجنائي بالمسئولية عن قتلهم، مشيراً لأنها المرة الثالثة التي يتم فيها العثور على جثامين في بنغازي منذ مطلع العام الجاري.

وتم التعرف على بعض الجثامين، وهم:يحيى إدريس المزوغي، وفرحات على المقرحي، وأحمد عمر الورفلي، وحسين حمد الشريف، وحسام الدين الحجاوي.

الاشتباكات في الزاوية

كما تعرب المنظمتان عن إدانتهما عن عميق إدانتهما لأعمال القتال التي شهدتها منطقة الزاوية غربي البلاد بين ميليشياتخارجة على القانون، واستخدمت خلالها المدفعية الثقيلة والدبابات في وقائع نادرة، والتي أدت لمقتل وإصابة العشرات، مع استهداف العديد من المنشآت الأساسية للخدمة المدنية، ونالت من السكان المدنيين وممتلكاتهم.

وقد أدت هذه الاشتباكات التي يبدو أنها تدور حول السيطرة على مصفاة النفط في الزاوية، أدت إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة نحو 20 شخصاً، فضلاً عن تدمير عدة أبنية، بينهم 10 عمال من بنجلاديش سقطت عليهم إحدى القذائف، وأبقتهم محاصرين تحت الأنقاض لفترة طويلة.

كما نالت الاشتباكات من مقر الهلال الأحمر الليبي، ومصانع، ومختبرات طبية، ومحلات تجارية، قبل أن يتم التوصل لوقف أعمال القتال مساء أمس الأحد.

استهداف نازحي تاورغا

وقد شهدت طرابلس ليل 16 أكتوبر/تشرين أول الجاري استهداف لمخيم النازحين من تاورغا بقذائف هاون، ما أدى لمقتل اثنين وإصابة خمسة آخرين بينهم طفلين.

وجاءت الحادثة بعد ساعات قليلة من إعلان عودة حكومة “خليفة الغويل” للسيطرة على مقاليد الأمور والإطاحة بحكومة التوافق الوطني برئاسة “فايز السراج” وأحداث القتال التي اندلعت لاحقاً في الفترة من 17 إلى 22 أكتوبر/تشرين أول للسيطرة على مقرات الحكم في العاصمة ومحاور الطرق الرئيسية.

وإذ تعبر المنظمتان عن عميق قلقهما إزاء التطورات المتلاحقة التي تعصف بأوضاع حقوق الإنسان في ليبيا، فإنهما تجددان دعوتهما لإطلاق مسار حوار وطني بمشاركة كافة الأطراف لوقف التدهور والانزلاق إلى الفوضى الشاملة التي قوضت ضمانات حماية حقوق الإنسان في البلاد.

وتشدد المنظمتان على ضرورة تبني تحقيقات شفافة ومحاسبة على الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها البلاد، جنباً إلى جنب مع تحرير المحتجزين من سجون كافة الميليشيات، والإشراف القضائي الكامل على مراكز الاحتجاز، وإطلاق سراح من لم تثبت في حقه اتهامات، وإتاحة العودة الطوعية للنازحين واللاجئين لديارهم وممتلكاتهم.