صبور يكشف أسرار استقالته : ويؤكد انهيار الاقتصاد لم يوقفه إلا رئاسة السيسي

أجرى الحوار : عبدالناصر محمد
كشف المهندس حسين صبور الرئيس الفخري لجمعية رجال الأعمال المصريين عن اسرار إستقالته الأخيرة عن جمعية رجال الأعمال المصريين مشيرا إلى وجود اتفاق غير مكتوب بين أعضاء المجلس على ان تكون العضوية في مجلس الإدارة 6 سنوات اشار في حواره ان السيسي يتحمل تركه ثقيله ونحن كلنا وراؤه حتي يخرج ببلدنا من هذا النفق
حدثنا عن تجربتكم في جمعية رجال الاعمال المصريين ؟
اشتركت في جمعية رجال الأعمال المصريين منذ فترة طويلة مع قرب انشاؤها في السبعينات ووصلت لمجلس ادارتها وكان يتم اسقاط عضوية أعضاء المجلس كل ثلاث سنوات ويتم عقد انتخابات جديدة وأقوم بالتقدم لها وكنت أحصل على أعلى الأصوات فيها فيتم انتخابي لمدة أخرى وهكذا إلى ان حدث خلاف في الفكر بيني وبين معظم أعضاء المجلس حيث وجدت ان الجمعية تتجه إلى فتح مجالات عمل مع اسرائيل وكان هذا مخالف لوجهة نظري بأننا يجب ان لانندفع في هذا الاتجاه بعد اتفاقية السلام حتى نتأكد من نيات اسرائيل حيال كل القضايا العربية وأوكد ان هذا كان نقطة الخلاف بيني وبين معظم أعضاء المجلس وعندما انتهت مدة عضويتي في المجلس وقتها لم أتقدم للترشح مرة أخرى وتم ترشيح بديل لي ونال العضوية وهو الدكتور عبدالمنعم سعودي وهكذا تغير الحال ودخل أعضاء جدد في المجلس وقل نشاطي مع الجمعية ولم يقل احترامي لها بتاتاً حيث كنت أرى أنها احدى المنظمات القليلة التي لا تتاثر برغبة الحكومة ولا تسيير في ركابها وهي الجمعية الوحيدة في هذا الوقت التي لا دخل للحكومة في تعيين رئيسها أو بعض مجالس اداراتها كما يحدث في جمعيات محترمة أخرى موجودة في مجال عملنا
وكيف عدت مرة أخرى للجمعية ؟
في البداية كان سعيد الطويل رئيس الجمعية وهو يعد أفضل رئيس لمجلس إدارة الجمعية إلا انه مرض وتوفى ثم تم اختيار نائبه الاستاذ جمال الناظر رئيساً للجمعية والذي لم يمكث طويلاً حيث توفى ايضاً بسرعة وبعده تم اختيار الدكتور عادل جزارين الذي اتصل بي لأضع يدي في يده لشعوره بأن العبء عليه كبير وكثير وانه في احتياج للزملاءه القدامى الذين ابتعدوا عن الجمعية ليعودوا مرة أخرى للعمل فيها وفوراً تجاوبت مع طلبه وعدت بسرعة وزرنا محافظ بني سويف لفتح نشاط للجمعية وهناك بدانا انشطة أخرى وشعرت بسعادة بأن نتزامل في القيام بأنشطة الجمعية الأساسية كما قابلتني نائلة علوبة وقالت لي أنها سعدت كثيراً بعودة نشاطي في الجمعية وهذا سمعته من زملاء كثر مثل المهندس اسماعيل عثمان الذي كان أمين عام الجمعية وقتها ولما جاء موعد الإنتخابات ترشحت في الجمعية لمجلس إدارة وكنت وقتها ملخوماً بشدة في افتتاح فرع نادي الصيبد بالقطامية فلم ابذل جهد في الدعاية وكنت أعتقد انني معرفاً بما فيه الكفاية وأنه مطلوب اختيار 4 أعضاء في هذه الانتخابات فلايمكن ان لا أنال مركز حتى ولو كان الرابع وفي يوم الانتخابات ظهرت النتيجة وكانت المفاجأة لي فقد حصلت على أعلى الأصوات ما يقرب من 200 صوت وكان الفائز الثاني حصل على 135 صوت وحصلا الفائزين الثالث والرابع على 127 صوت ووقت ظهور النتيجة عبر أعضاء الجمعية في ان يتولى حسين صبور الرئاسة علماً بان الرئاسة يتم اختياروها من داخل مجلس الادارة وكان هذا محرجاً لي لأن الذي دعاني للدخول في المجلس هو رئيسها الدكتور عادل جزارين وتم حل الموضوع باسلوب حضاري جداً بيينا حيث اتفقنا على ان يستمر الدكتور عادل جزارين رئيساً لمدة عام وبعدها أترشح للرئاسة ويزكيني هو وهذا ما تم وتوليت رئاسة الجمعية
كيف تعاملت مع مشاكل الجمعية وقتها ؟
منذ توليت رئاسة الجمعية وكانت هناك مطبات شديدة أولها ان الدكتور عادل جزارين كان قد وعد اتحاد رجال الأعمال العرب بإقامة المؤتمر السنوي لهم في مصر في السنة التالية أي لعد وصولي للرئاسة بثلاث أشهر ولم تكن في الجمعية أموال تكفي ولم تكن الجمعية مؤهلة لإقامة مؤتمر ناجح يشرف مصر فاقترح بعض الأعضاء إلغاء المؤتمر فأعترضت بشدة فمصر لا تعد بإقامة مؤتمر للعرب ثم تتخلى وقررت ان أضع سمعتي وراء نجاح هذا المؤثمر وساعدني بشدة زملائي موظفي الجمعية برئاسة محمد يوسف سكرتير عام الجمعية
كما كان هناك صعوبات أخرى حيث طلب مني وزير الاستثمار وقتها إلغاء المؤتمر لأنه سيقام فبل موعد المؤتمر السنوي لليورومني بشهر ويخشى ان إقامة مؤتمرين متقاربي الوقت قد تؤثر على المؤتمر الثاني اليورمني وهو ما يهمه ولكني قمت بطلب لرئيس الجمهورية محمد حسني مبارك لرعاية المؤتمر ولكن لم يصلني أي رد رغم تكرار الطلب حتى قابلت المهندس رشيد وزير التجارة والصناعة المصري وتحدثت معه عن المؤتمر فقال لي إذا أردت الرأي فعليك بدعوة رئيس الوزراء ليكون هو راعي المؤتمر وهو سيقبل وقبوله سيدفع عدد كبير من الوزراء لحضور المؤتمر وهذا ما حدث وكان من ضمن الحضور وزير الاستثمار
وما أهم المشاكل التي واجهتموها عند عقد المؤتمر ؟
كان من ضمن المشاكل التي واجهت هذا المؤتمر رفض وزارة الداخلية قبول دخول الوفد العراقي لأسباب أمنية وكان هذا سيسبب شرخ في إنجاح المؤتمر ويؤدي إلى اعتراض وفود عربية أخرى على هذا الموضوع وإثارته داخل جلسات المؤتمر لذا اتصلت بالمخابرات العامة أشرح لهم الموقف وكانوا عند المسئولية وقبلوا دخول الوفد العراقي ورغم كم المطبات والمشاكل التي واجهت هذا المؤتمر إلا أنها كلها انتهت وكان من أنجح المؤتمرات التي نظمها اتحاد رجال الأعمال العرب وزاد في انجاح هذا المؤتمر ان الغداء الختامي كان المتحدث فيه الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية المصري الذي شرح للعرب اسباب كارثة بدء الإنهيار الاقتصادي الذي حدث في عام 2008 وكنت أثناء إلقائه الخطبة تستطيع سماع رنة الدبوس على الأرض من الصمت الشديد والإنصات من كل الوفوة للعالم المصري الدكتور يوسف بطرس غالي واستمر نجاح الجمعية من سنة لأخرى
وماذا عن استقالتكم الأخيرة من الجمعية ؟
هنا يجب أن أذكر أننا قررنا كمجلس إدارة أنه لا يوجد عضوية للأبد في المجلس ولكن قيل ان هذا لا يمكن أن يكون بند لأنه يخالف دستور انشاء الجمعية فاتفقنا معاً كأعضاء مجلس ان ننفذ ذلك على أنفسنا حتى دون وجود بند يلزمنا على ذلك في دستور الجمعية واتفقنا على ان تكون المدة في عضوية المجلس 6 سنوات وبعد انتهاء السنة السادسة لي أصر جميع الأعضاء أن أبقى مدة أخرى وأصريت على الاستقالة وان أحترم اتفاقنا ولو لم يكن مكتوباً وبعد نقاش طويل طلب مني أن أزيد المدة سنتين حتى يصبح هناك من في الجمعية او المجلس من هو مؤهل للرئاسة وبعد مرور سنة وأقل من النصف قلت لقد حان الوقت أن أعتزل فقدمت استقالتي في أول مايو من هذا العام ولاقت ممانعة شديدة من زملائي أعضاء المجلس وقالوا لما الإستعجال ولكني شعرت انه عندما أتم السنتين ستبدأ ضغوط أخرى جديدة علي وكلهم احباء بأن لا أتنحى عن الرئاسة وسنستمر في هذا الدوران الذي لا يشرفني ولا يشرف الجمعية فتمسكت بالإستقالة وقبلها المجلس مشكوراً وعينني رئيساً فخرياً للجمعية وتم عقد الجمعية العمومية بعد ذلك وأيدت القرار
ومن حل مكانكم في المجلس الإدارة ؟
بعد خلو مكاني حل به صاحب أعلى الأصوات في الانتخابات الأخيرة وأنا سعيد جداً به لأنه من شباب رجال الأعمال وهو المهندس عادل اللمعي وكان هناك دائماً اقتراح في الجمعيات العمومية بأن يكون في المجلس عدد من الشباب فانا سعدت بأن من حل مكاني من الشباب وشخص أعرفه بأنه ناجح في عمله وفي أداء أدوار داخل الجمعية
هل تعتقد ان قرار الاستقالة من المجلس سيطبقه الأعضاء فيما بعد ؟
طبعاً سيطبقه الأعضاء عندما يتم استكمال مدة الست سنوات التي اتفقنا عليها ولكن إلى الأن لا يوجد أعضاء استكملوا هذه المدة
ما الخلاصة التي خلصتم بها من عملكم في البزنس ؟
البزنس هو العمل بجدية وصدق وليس بالفهلوة والغش والحداقة هذه تجربتي في البزنس لأكثر من 60 عام فالحداقة والفهلوة ربما تنجح لكنها لفترة قصيرة ويتم اكتشافها أما العمل الجاد والصادق ربما تصعب في البداية ولكنها تؤدي في النهاية إلى نجاح حقيقي
ما تقيمك للوضع العام في القطاع الخاص ؟
الوضع العام في القطاع الخاص يمثل الوضع العام في البلد وهو غير جيد والجميع يشك في الأيام القادمة فثورة 25 يناير وما تبعها من انعدام الرؤية أدت إلى توقف الاصلاحات الضرورية في كل شيء في البلد من مرافق الاقتصاد وغير ذلك وتبعتها سنوات ضاع قيها الأمان فانعدم الاستثمار وزادت البطالة وأغلقت فيها المصانع وهوت السياحة إلى سنوات متدنية وزادت المرتبات أو قل تضاعفت المرتبات كل هذا لم يوقفه إلا رئاسة جديدة هي رئاسة السيسي الذي استلم البلد في ظروف سيئة للغاية فهذا الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي والاستثماري والسياحي والصناعي وهذا هو وضع البزنس الخاص والعام
وما تقيمك للقطاع العقاري ؟
ربما يعد القطاع العقاري من أقل القطاعات تأثراً لماذا لأن الحاجة السنوية للوحدات السكنية نصف مليون وحدة كل سنة بمختلف المقاسات والمستويات وبما ان الحكومة لا تنتج إلا القليل فالعبء على انتاج هذه الكمية يرجع إلى القطاع الخاص وكل ما ينتجه القطاع الخاص له من يشتريه قلم يسقط القطاع العقاري في القاع وانما بقي وزادت قوة الشركات الجادة كما ان مصر تتمتع بسواحل شاطئية رائعة ومناخ ممتاز على هذه الشوايء نظراً للزيجات السنوية ولا ننسى ان في مصر ألف و200 منطقة عشوائية وإصلاح هذه المناطق يصلح لبعضها ولا يصلح للبعض الآخر الموجود في مناطق خطرة وبالتالي يجب هدمه واستبداله في مناطق آمنة بمعنى آخر ان الطلب على الوحدات السكنية في مصر للأسباب التي ذكرتها طلب حقيقي كبير ومستمر وبالتالي فهذا النشاط مستمر ولم يتأثر تأثر الصناعة والسياحة وغيرها
وماذا عن وضع الاقتصاد الصري العام ؟
القطاع الخاص المصري وأي عاقل في مصر لا يرى بديل عن السيسي رئيساًً للجمهورية الآن ومستقبلاً فكيف هو خاطر بحياته وقام بخطوة استبعاد الإخوان المسلمين من حكم مصر ورئاسة مصر وتعرض هو وتعرضت البلاد إلى كل أنواع الإرهاب ثم بدأ هذا الارهاب يقل وتحمل حكم مصر بعد سنوات من ثورات وحكومات أفسدت الاقتصاد وأفسدت مناخ العمل فأغلق خمس آلاف مصنع وضربت السياحة في مقتل كما ان حكومة الدكتور عصام شرف قامت بتعين أكثر من مليون موظف في الحكومة المكدسة بالموظفين وقامت نفس الحكومة بزيادة جميع مرتبات العاملين حتى ان اجمالي مرتبات العاملين بالحكومة بلع أكثر من ضعف اجمالي المرتبات وقت قيام ثورة 25 يناير وكل هذا يمثل عيء على الاقتصاد وعلى الميزانية تم لارضاء الموظفيين فقد دون النظر إلى الصالح العام ولقد تسلم السيسي البلد في هذه الظروف والصادرات تكاد تكون توقفت والواردات زادت واستمر الحال على ما هو عليه حتى انفجرت فجأة أزمة الدولار وقلة تواجده والإضطرار إلى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي رغم أننا أخدنا منح وهدايا وودائع وقروض من منطقة الخليج العربي بعشرات ملايين الدولارات والتي اختفت لأننا استوردنا بها قمح وزيت نزل كله في المجاري فهذه هي الظروف التي تولى فيها السيسي حكم مصر فالتركة ثقيلة ونحن كلنا وراؤه حتي يخرج ببلدنا من هذا النفق
ما الروشتة التي تقدمها ؟
أن نعمل وان نقلل من رغباتنا في الشراء فما قاله محافظ البنك المركزي الجديد بأن الملابس الداخلية للسيدات المستوردة تزيد عن 100 مليون دولار في السنة هذا مثل للبذخ ليس له داع ولابد ان نعمل وننتج ونصدر ونوقف الاستيراد حتى تتحسن أحوالنا فلايوجد بديل آخر إلا الانتاج