أنقرة تفرض سياسة الأمر الواقع في الملفات الإقليمية

إيجى 2030 /

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد، الدكتور إحسان الشمري، إن هناك أزمة فعلية بين بغداد وأنقرة على خلفية تواجد قوات تركية داخل الأراضي العراقية دون أن تحظى بغطاء قانوني سواء على مستوى طلب الحكومة العراقية بتواجدها أن مشاركتها في قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب خاصة أن الولايات المتحدة أعلنت أن تركيا ليست ضمن دول التحالف.

وأضاف الشمري خلال لقاء له على فضائية “الغد” الاخبارية، مع الإعلامية سينار سعيد، أن التواجد التركي هو خرق للسيادة العراقية ولا يمكن القبول به بأي حال، مؤكدا أن هذا التواجد ليس بهدف تدريب القوات لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي بقدر كونه فرض لسياسة الأمر الواقع، موضحا أن أنقرة توجه رسالة للأطراف الدولية والاقليمية بأن هناك رأي تركي فيما يتعلق بقضايا المنطقة.

وأوضح الشمري أن العراق يمتلك حق الرد على هذا الخرق إلا أنه يتبع المسار الدبلوماسي وسياسة ضبط النفس، مؤكدا أن العراق يعتمد المسارات الدبلوماسية فيما يتعلق بالضغط على أنقرة ثم الانتقال للجامعة العربية وإلى مجلس الأمن، لافتا إلى أنه في حالة تمادي تركيا يمكن الانتقال إلى مستوى الحرب الاقتصادية ولا يُستبعد الخيار العسكري، مشددا على قوة الجيش العراقي وقدرته في صد ما وصفه بـ “التمادي التركي” فيما يتعلق بتواجد قواتها على الأرض العراقية.

وأشار الشمري إلى أن تركيا تريد حدوث احتكاك عسكري مع القوات العراقية وتكرار ما حدث في الشمال السوري، مشددا على أن القيادة العراقية تدرك هذا السعي التركي لاستدراجها إلى الصدام العسكري، وأن أنقرة تسعي لتوسيع انتشارها من خلال هذا الاحتكاك لذا فإن الخيار الأول الذي تتبعه القيادة العراقية هو ضبط النفس واتباع الدبلوماسية، محذرا من اتساع الأمر حالة المواجهة العسكرية لتمدد بتجاه حرب إقليمية.

ورأى الشمري أن قرار البرلمان العراقي باعتبار وجود القوات التركية على أراضيها احتلال هو رسالة قوية لأنقرة بأن المكونات السياسية التي تمثل الشعب العراقي ترفض هذا التواجد، مضيفا أنها رسالة بأن العراق يمكن أن يتخذ طريقا اخر فيما يتعلق بالزام الحكومة العراقية بإعلان الحرب على القوات التركية المتواجدة على أراضيها.