د عمرو عبد السميع :أوباما.. وفزاعة 11 سبتمبر! 

 

اعتاد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يعلن نفسه ـ من آن لآخر ـ حاميا للبلاد العربية بتأكيد أنه سيرفع الفيتو الخاص بالرئيس أمام الكونجرس إذا قرر تطبيق العقوبات ضد بلاد عربية بعينها، والحقيقة أن الرئيس الأمريكي لا يعلن عن استخدامه هذا الحق إلا إذا كان الغضب المستمر يحتاج الشرق الأوسط ضد سياساته الميدانية هذه أو تلك ليجعل الفيتو الرئاسي ورقة أمام ورقة إحدي السياسات المرفوضة من بعض الدول العربية.

فإذا كانت دول الخليج تتميز غيظا لاتفاق الهدنة الروسي ـ الأمريكي الذي تم إطلاقه أخيرا في سوريا وتري فيه تخلياً أمريكياً عن دعم وتعزيز السعودية في موقفها من سوريا والجماعات المتقاتلة علي الأرض هناك فلا يعادله سوي منظر الرئيس الأمريكي أوباما وهو يلوح بأنه الحامي الوحيد للخليج والسعودية بالذات لأنه الذي يملك حق الفيتو أمام قانون (العدالة ضد رعاة الإرهاب) والذي أصدره الكونجرس الأمريكي وقالت بعض المصادر الخليجية أنه مناهض لقرارات مجلس الأمن، وبالذات تلك المتعلقة بالسيادة.

إذن نحن بصدد استخدام أمريكي مثير لحق الفيتو في مقابل تمرير أوضاع ميدانية أمريكية والرئيس الأمريكي شخصيا يبيع الفيتو في مقابل قرارات تحمل السعودية مسئولية 11 سبتمبر.

 

إذ أن هناك قطاعات أمريكية عريضة تري أن الفكر الديني الذي تروجه السعودية يؤدي إلي الإرهاب وبالتالي إلي حوادث علي غرار 11سبتمبر، وهذه القطاعات نشأت عبر الترويج لقصة مسئولية السعودية التي وإن احتضنت تيارات دينية متشددة لفترة طويلة من الزمن فإنها تخلت عنها أخيرا وراحت تستبدل تيارات الإسلام المعتدل بأجزاء عديدة منها.

 

الكونجرس يمتلك في قراره أغلبية الثلثين التي يمكنها تجاوز الفيتو الرئاسي ويحقق أغراض تسييس التقرير الذي أعدته جهات التحقيق وحُذف منه 28 صفحة أعيد طرحها مؤخرا وبما يؤكد أن الهدف هو (الابتزاز السياسي) وبخاصة أن الجماعات الإرهابية التي قامت بـ11 سبتمبر هي نفس التي تقوم بالهجوم علي شرق السعودية. صحيفة الاهرام