الإمام الشافعي ومواقفه من أهل الكلام

ايجى 2030 /

للإمام الشافعي، مواقف حكيمة تدل على حكمته وصدقه وإخلاصه، ومن مواقفه ‘.

 

موقفه مع أهل الكلام ودفاعه عن علم الكتاب والسنة:

 

وقف الشافعي ‘ موقفاً حكيماً مسدداً مع أهل الكلام ،فقال:

 

حكمي في أهل الكلام: أن يضربوا بالجريد والنعال، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في الأسواق والعشائر، ينادى عليهم ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأقبل على علم الكلام .

 

وقال: ((مذهبي في أهل الكلام تقنيع رؤوسهم بالسياط، وتشريدهم في البلاد )).

 

وقال: ((حكمي في أهل الكلام حكم عمر في صبيغ)).

 

وغرس الشافعي في نفوس الناس بغض الكلام وأهله، وحب الكتاب والسنة والتمسك بهما، قال يونس بن عبد الأعلى الصدفي : قلت للشافعي: إن صاحبنا الليث كان يقول: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة. فقال الشافعي ‘: قصر الليث ‘، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب .

 

وجاء رجل من أهل الكلام إلى الشافعي – وهو في مصر – فسأله عن مسألة من الكلام فقال له الشافعي: أتدري أين أنت؟ قال الرجل: نعم. قال: هذا الموضع الذي أغرق اللَّه فيه فرعون، أبلغك أن رسول اللَّه أمر بالسؤال عن ذلك؟ قال: لا. قال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قال: لا. قال: هل تدري كم نجماً في السماء؟ قال: لا. قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خُلق؟ قال: لا. قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه؟

 

ثم سأله الشافعي عن مسألة من الوضوء فأخطأ فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم يصب في شيء من ذلك، فقال له: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه، وتتكلف علم الخالق؟ إذا هجس في ضميرك ذلك فارجع إلى اللَّه، وإلى قوله – تعالى –: ﴿وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ الآية فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك.

 

فتاب الرجل على يد الشافعي من علم الكلام، وأقبل على فقه الكتاب والسنة ، وكان يقول بعد التوبة: ((أنا خلق من أخلاق الشافعي . ))

 

وقد أصبح هذا الرجل (المزني) علماً من أعلام الإسلام في فقه الشافعي.

 

فهذه المواقف الحكيمة في الدفاع عن الكتاب والسنة، وذم الكلام وأهله، والرد عليهم بأسلوب الحكمة، يدل دلالة واضحة على حكمة الشافعي ‘.

 

ومما يدل على حكمته أيضاً أن اللَّه تفضّل عليه وهدى على يديه كثيراً من أهل الكلام فتركوا باطلهم، وأقبلوا إلى علم الكتاب والسنة، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء واللَّه ذو الفضل العظيم.