جزاء الصدقة والاحسان  .. أعطى درهما فعاد له مائة وعشرين ألفا

ايجى 2030 /

عن الفضيل بن عياض وهو أحد أعلام أهل السنة في القرن الثاني من الهجرة قال إن رجلا حدثه بأنه خرج ليبيع غزلا فباعه بدرهم قرر أن يشتري به دقيق، وفي طريقه مر على رجلين يتشاجران فسألهما ما هذا؟ فقيل له إنهم يقتتلان في درهم فأعطاهما الدرهم إلى يمتلك وليس له شيء غيره، وحين عاد الرجل إلى زوجته أخبرها بما جرى.

 

جمع الزوجة أشياء من البيت ليبيعها وفي طريقه فسدت هذه الأشياء، والتقى برجل معه سمكة قد تغيرت رائحتها فقال له “إن معك شيئا قد كسد ومعي شيء قد كسد فهل لك أن تبيعني هذا بهذا؟” فباعه وعاد الرجل إلى زوجته وطلب منها أن تصلح من السمكة وتطبخها بعد أن تضوروا جوعا، وحين عكفت الزوجة على ذلك فوجئت بشيء صغير داخل جوف السمكة.

 

لم تكن تعرف المرأة أن هذا الشيء الصغير الذي يقارب حجم بيض الحمام هو لؤلؤة، فأخذها الزوج وقال لها أريني فنظر إلى شيء ما رأى في عمره مثله فطار عقله، وقال لزوجته أظنها لؤلؤة، فسألته أتعرف قدر اللؤلؤ، قال لا ولكني أعرف من يعرف ذلك، وانطلق بها إلى صديق له من أصحاب اللؤلؤ، فسأله عن قيمتها فقال له “لك بها أربعون ألفا فإن شئت أقبضتك المال بسرعة وإن طلبت الزيادة فاذهب بها إلى فلان فإنه أثمن بها لك مني” فذهب إليه وعرض عليه ثمانين ألف وأخبر بآخر قد يثمنها بأكثر.

 

وقال له الأخير “لك بها علي مائة وعشرون ألفا ولا أرى أحدا يزيدك فوق ذلك شيئا” فقال له الرجل نعم فأعطاه الثمن فحمل الرجل اثنتى عشرة بدرة في كل منها عشرة آلاف درهم، وعقب عودته إلى منزله فإذا فقير يقف على الباب يسأله أن يعطيه شيئا فقال له خذ نصف هذا المال فحمل الرجل ست بدر ورحل قليلا ثم عاد وقال له “ما أنا بمسكين ولا فقير وإنما أرسلني إليك ربك عز وجل الذي أعطالك بالدرهم عشرين قيراطا فهذا إلى أعطاك قيراطا منه وذخر لك تسعة عشرة قيراطا”.