عمرو موسي:خطاب الرئيس السيسي اول توجة مباشر للرأي المصري وفي المنطقة

ايجى 2030 /

تحت عنوان “مصر – نحو اقتصاد جديد”،  نظمت الجمعية المصرية للأوراق المالية “ECMA” مساء أمس الثلاثاء احتفالًا شهدت فعالياته مشاركة 500 شخص يمثلون مسؤوليين حكوميين، وقادة صناعة أسواق المال ومديري الأصول والمستثمرين، وعدد من أبرز صناع الرأي والسياسيين، على رأسهم، السيد عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية الاسبق ، والدكتورعمرو الجارحي وزير المالية، وداليا خورشيد وزير الاستثمار، والدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال العام، والدكتورة غادة والى وزير التضامن الاجتماعي، بالإضافة إلى مشاركة قادة كبريات المؤسسات ومنها، المجموعة المالية هيرميس، وبرايم، والقلعة، والبنك العربي الإفريقى، والبنك التجاري الدولي “CIB” ، وبلتون القابضة،  ومجموعة مصر إيطاليا، والأولى للتمويل العقاري، وأكيومن، ونعيم القابضة، وبنك عودة، ومصر للمقاصة.

 

استهل السيد عمرو موسي مناقشتة قائلاً أن مايجمع هذا الحشد الكبير من رجال الاقتصاد والاعلام والسياسيين ورجال الاعلام هو النظر في الرؤية المستقبلية للاقتصاد المصري وتقديم رؤية متكاملة حول المشكلات التى تواجهها ذلك القطاع وعرضها على صناع القرار.

 

فى تساؤل طرحة موسي حول المستقبل هل نتفائل أم نتشائم به؟ أوضح موسي أنه  فى اعتقاده أن لدينا من اسباب التفاؤل الكثير ولدينا ايضا الاسباب التي تدعونا للتشاؤم،  وهنا يكمن الاختيار حيث يجب أن يتغلب التفاؤل على خصمه. فتفاؤلنا يجعنا نقدم وبكل قوة لاتخاذ كل مافى وسعنا من اجراءات نحو تحقيق نجاح الدولة المصرية، مذكراً بأن ما حدث في الدولة من خلل نجم عن سوء إدارة الحكم فى عهود متتالية بدءاً من السنوات الاخيرة للعهدى الملكي مرورا بكل ماتلاها من عهود انتهاء بسنة حكم الاخوان المسلمين.

 

أكد  موسي انه بحديثنا عن سوء ادارة الحكم لا نتحدث فقط عن الامور السيادية، وإنما عن المسائل الحياتية، فالتعليم على سبيل المثال لم ينل القسط الكافى من الاهتمام من عهد إلى اخر وعلى غراره الامور الصحية والتى لم تكن لها الحظ فى التطوير من المنظومة ، حتى على مستوى الفرد وتنميته وتزويده بالمعرفة والمعلومات التى من شأنها تمكينه من التطوير والاضافة، ويأتي مع ذلك العديد من الملفات كالزراعة والتجارة والطاقة مسها نفس الخلل .

 

وقال عمرو موسي أننا  نحن المجتمع المصري فى العهد القائم مسؤليتنا جميعا اصلاح هذا الخلل، وهذه عملية سياسية فى المقام الاول وترتب الادوار السياسية والادارية والخدماتية وقائمة الاستحقاقات التى يجب ان نتمتع بها نحن المصريين ، ذلك الخلل الذي تصدت له خارطة الطريق التى وضعت لتشمل الدستور، انتخاب رئيس الجمهورية ، وانتخاب البرلمان فبأتمام تلك الاستحقاقات الثلاثة لا عذر لنا اذا لم نتقدم الى الامام، وأن التقدم لابد ان يرتبط بالزمن الذى نعيش فيه، فلايمكن ان تحدث طفره ونحن مازلنا نفكر بعقلية القرن العشرين او اى قرن سابق فلابد ان يكون تفكرينا وصياغتنا للامور متجهة نحو ان تلتحق مصر بمسيرة التقدم الفكري المتناسبة مع الفترة الزمنية المعاصرة والمستقبلية.

 

وشدد موسي على أن مصر جزء أساسي من البناء الدولى والاقليمي، وأنها تعتبر ركيزة اساسية فى بناء مجتمعات وبلدان اخري فى المنطقة ولابد أن ترجع مكانة مصر وأن تلعب دورها فى التوازن الدولى والاقليمي الضروري للاستقرار فى هذه المنطقة.

 

وتعليقا على خطاب السيد رئيس الجمهورية في أسيوط أمس قال موسي بأن السيد الرئيس تحدث عن تصور مصر للحركة السياسية فى بعض القضايا العربية وعن دورها فى الشرق الاوسط ، وأن هذا ربما كان اول توجة مباشر وواضح  للرأي المصري فى المنطقة بما فى ذلك النزاع العربى الاسرائيلي ودور مصر فى حل النزاع ، هذا الدور المنتظر. ولذلك يعتبر هذا التطور فى الصراحة المصرية فيما يتعلق بنظرتها فى مثل هذه القضايا هو مايساهم فى استعادة مكانة مصر، ولكن تلك النظرة لا يمكن ان تكتمل الا بالنجاح الداخلي.

 

استكمل موسي حديثه قائلاً أن القوه المصرية هى قوة ناعمة، تكمن فى  الاقتصاد المصري والعدالة والفن والادب الى اخره، قوه المواطن المصري الذى يملك الثقافة والفكر المتطور على مر العصور فبالنظر الى التاريخ المصري القديم والحديث نرى اننا لم نحتل دولاً اخرى، انما كنا موجدين فى كافة اسواق العمل وصالونات المجتمع وندوات الفكر فى العالم العري والشرق الاوسط والمستوى العالمي وهذا سبب قوه مصر والتى نريد ان نستعيدها مرة اخرى واختتم عمرو موسى كلمته مؤكداً أن الإصلاح الاقتصادى يعتمد على الإصلاح الاداري، فبدون إصلاح ادارى وتشريعي لا يمكن ان تكتمل المنظومة الاقتصادية، وأن قوه البيروقراطية السلبية فى مصر هى السبب الرئيسي فى عدم تحرك الاقتصاد، فسوء الادارة وغياب التشريعات من شأنها ان تجعل اى فكرة متقدمة جيدة تتعثر. إن التفاؤل هو سلاحنا وهو ما يمنحنا الشجاعة والأمل أن نجعل الغد أفضل.