الدكتور شوقى علام  يكشف سبب انتشار الإرهاب والتطرف

ايجى 2030 /

كشف د شوقي علام مفتي مصر خلال كلمته اليوم الثلاثاء في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر: “نقض شبهات التطرّف” المنعقد في العاصمة الأردنية عمان أن غياب التجديد والاجتهاد هو أحد الأسباب أو لعله أعظم الأسباب التي سمحت للجماعات الإرهابية أن تنشر أفكارها وتضلل بعض الشباب المتعطش إلى أَن يلتزم بدينه كما أنهم ينزعون نصوصاً من سياقها فيحملوها على أضرِ المعاني والمحامل، ويخلعون عليها ما وقر في نفوسهم من غلظة وعنف وشراسة وانفعال، مع جهل كبير بأدوات الفهم ومقاصد الشرع وأخلاقه التي اعتمدها وتوارثها علماء الأمة جيلا بعد جيل عقيدة وشريعة وأخلاقا.

وقال المفتي أن أهل التطرف يلجأون لروايات وآثار باطلة ليبرروا بها أعمالهم الإجرامية كروايات إهانة الإنسان أو حرق جثته، وأخرى صحيحة فهموها على غير وجهها وفسروها بغير سياقها مثل ما فعلوا مع آيات الجهاد في سبيل الله تعالى وأحاديثه التي قصروها – في جهل واجتزاء – على معاني القتل والتنكيل بكل من يخالفهم من دون تفريق بين مستأمن معاهد وبين معتد محارب.

مضيفا أن أصحاب الفكر المعوج والمتطرف – ممن تسببوا في إفساد كثير من العقول- جمعوا بين الجهل بأمور دينهم والجهل بما يناسب عصرهم وواقعهم فتراهم ينزعون نصوصا من سياقها فيحملوها على أضر المعاني والمحامل.

وأكد أن الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ارتأيا أن دور الدولة في التصدي للجمعات المتطرفة عسكريّا لن يؤتي ثماره ما لم يقترن به مواجهة الفكرية أو قل معالجة فكرية في خطوط متوازية متكامل مضيفا أن المؤسسة الدينية رسمت منذ البداية ما يمكن أن نسميه استراتيجية علاجية لظاهرة التطرف والعنف والإرهاب التي انتهجته جماعات العنف الممنهج.

وقال إن أمتنا العربية والإسلامية تشهد الكثير من الأحداث العضال ونزاعات خطيرة، وبالأخص هذا الصعود والظهور للعنف وجماعاته بأشكاله المختلفة الفكرية والسلوكية واللفظية والحركية، بما يتطلب أَنْ نكون جميعًا على مستوى هذا التحدي الكبير، وأَن نواجه التوتر والعنف بطريقة علمية استراتيجية استباقية من خلال عمل منهجي متواصل لنزع فتيل الصراع والصدام حتى يحل الاستقرار محل الاضطراب، والود محل العداء، والحب محل الكراهية والبغضاء.

وأضاف علام أن الوقت قد حان لنتبوأ مقاعدنا العلمية قَبلَ العسكرية، والفكرية قبل الحربية في حربنا ضد الإرهاب الذي أساء لصورة الدين أمام العالمين، ونحن نحتاج إلى جهد فكري يتعاون فيه العلماء مع وسائل الإعلام الدولية وكذلك الأوساط الأكاديمية في مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الشبهات وفضح تلك الأفكار الضالة.

ودعا مفتي مصر إلى صياغة خطاب دعوي عصري واقعي مقاصدي يكون قادرًا على صياغة وتكوين فكر المسلم المعاصر، بما يجعله قادرا على أن يكون مواطنًا إيجابيًا يعتز بدينه ولغته وهويته، وينتمي لوطنه، ويشارك الإنسانية جميعها في بناء حضارتها في ضوء نصوص الشرع الشريف وأحكامه.