تراجع انتشار الإسهال المائي الحادّ وحالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في اليمن

تراجع انتشار الإسهال المائي الحادّ وحالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في اليمن

ايجى 2030 /

تستمر الأزمة الإنسانيّة التي يتعرّض لها الشعب اليمنيّ، والتي بمعظمها أزمة غير مسبوقة ومن صنيعة البشر.  يقود اليمنيّون العاديّون معركة يوميّة بطوليّة وسط المعاناة ضد الإسهال المائي الحاد والكوليرا، وها هي جهودهم الآن تؤتي ثمارها.

وبفضل جهود استجابة لا مثيل لها من قبل العمال المحليّين وبدعم من المنظمات غير الحكوميّة الدوليّة ومنظمات الأمم المتحدة، انخفض العدد الأسبوعي للحالات الجديدة المبلّغ عنها بنسبة الثلث منذ أواخر شهر حزيران/يونيو.

 

هذا ويعمل موظفو الصحّة والمياه والصرف الصحّي – والذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكثر من عشرة أشهر – بلا كلل لوقف تفشّي المرض الذي يبقى الأسوأ في العالم بوجود أكثر من 550000 حالة مشتبه في إصابتها بالمرض، وأكثر من 2000 حالة وفاة مرتبطة به، وذلك منذ شهر نيسان/ أبريل. إنّ ضحيّة أكثر من نصف الحالات المشتبه فيها هم من الأطفال.

 

لقد ساعدت الجهود الجماعيّة الضخمة لمعالجة المرضى ولتحسين نظم المياه والصرف الصحّي على الحدّ من سرعة انتشار المرض.

هذا وقد وصفت الدكتورة نهلة عريشي، نائب مدير مركز معالجة الكوليرا في مستشفى الصداقة في مدينة عدن الوضع قائلة “واجهنا صعوبات في التعامل مع عدد المرضى الّذين وصلوا إلينا، والّذين عانى كثيرون منهم من الحالات الصعبة جدّاً. واضافت: “المستشفى مزدحم وهناك نقص في الأسرّة والأدوية الاساسيّة. لكن لا يمكنني أن أغلق أبواب المستشفى وأرفض قبول الأطفال لعدم وجود أسرّة كافية – أنا طبيبة وأنا أيضاً أمّ”.

 

هناك حملة تقام حاليّا على الصعيد الوطني للتوعية بالكوليرا، وتحشد ما يزيد عن 40000 متطوع ينتقلون من منزل إلى منزل، وقد نجحوا بالوصول إلى ما يزيد على 2.7 مليون عائلة حتى الآن – أي إلى نحو 80 في المائة من الأسر في اليمن. تمّ من خلال هذه الحملة ما يلي:

تلقّى ما يقرب من 12.5 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد معلومات حول تطهير المياه، وغسل الأيدي، والصرف الصحّي، وسلامة الأغذية، كما

تم تزويد 250000 طفل وشخص بالغ ممّن يعانون من الإسهال بأملاح الإماهة الفموية وأحيلوا للعلاج.

قالت مثاب البريك سالم، المتطوّعة في مجال الصحّة المجتمعيّة في إطار الحملة: “يعاني العديد من الأطفال الذين زرتهم في منازلهم من الهزل والضعف”. وأضافت مثاب، وهي أمّ لطفلين: “من الأهميّة بمکان نشر الوعي بین المجتمعات الهشّة لتفادي المزيد من المعاناة. أخشى أن يتعرّض أبنائي لأمراض – لذلك أتعامل مع جميع الأطفال في اليمن من خلال العمل الذي أقدّمه لهم كما لو كانوا أطفالي”.

 

رغم هذه المكاسب التي حصلت مؤخّراً، فإنّ الطريق لمكافحة الكوليرا لا يزال طويلاً. وفي ظلّ استمرار العنف، تنهار أنظمة المياه والصرف الصحّي كما أنّ أكثر من نصف المرافق الصحيّة في اليمن هي خارج الخدمة، مما أدّى إلى حرمان نحو 15 مليون شخص من المياه الصالحة للاستعمال ومن الحصول على الرعاية الصحيّة الأساسيّة. كذلك، فإنّ البلاد لا تزال على شفا المجاعة، حيث يعاني ما يقدر بنحو 385000 طفل من سوء التغذية الحادّ والخطير، مما يعرّضهم لخطر الإصابة بالإسهال المائيّ الحادّ وبالكوليرا.

 

للحفاظ على المكاسب التي تمّ تحقيقها، يجب على المجتمع الدولي أن يكثّف دعمه لإعادة بناء المرافق الصحيّة والمياه والصرف الصحّي، وأن يستثمر في منع تفشي الأمراض في المستقبل.

 

لكن المزيد من الأطفال سوف يموتون ما لم يتوقّف القتال. تدعو اليونيسف جميع أطراف النزاع إلى إيجاد حلّ سياسيّ سلميّ للعنف في اليمن من أجل إنقاذ حياة الأطفال ولكي يتوفّر لهم مستقبل أكثر إشراقاً.