تعرف على حجم الازمة الانسانية باليمن

الازمة الانسانية باليمن

ايجى 2030 /

“لقد قمنا كرؤساء للوكالات الثلاث التابعة للأمم المتحدة – اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية – بالسّفر سويّة إلى اليمن لنرى بأنفسنا حجم هذه الأزمة الإنسانية، ولزيادة جهودنا المشتركة من أجل مد يد العون الى الشعب اليمني.

 

” يأتي تفشي الكوليرا وهو الأسوأ على الاطلاق في خضم أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم. خلال الثلاثة أشهر الأخيرة سجلت 400,000 حالة يشتبه بانها كوليرا وما يقرب من 1,900 حالة وفاة مرتبطة بتفشي هذا الوباء. أصيبت مرافق الصحة والمياه الحيوية بالشلل نتيجة اكثر من عامين من الاقتتال، وهو ما خلق الظروف المثالية لانتشار الأمراض.

 

“البلاد على حافة الوقوع في مجاعة. يعيش أكثر من 60 في المائة من السكان في عدم اليقين عن وجبتهم القادمة. كما يعاني حوالي 2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد . سوء التغذية يجعلهم اكثر عرضة للاصابة بالكوليرا فيما تؤدي الأمراض لزيادة سوء التغذية: وهذا المزيج في غاية القساوة.

“قمنا بزيارة أحد المستشفيات حيث يكاد الأطفال يعجزون عن تجميع قواهم من اجل التنفس. تحدثنا مع عائلات تغلب عليها الحزن على المرضى من احبائهم. تكافح هذه العائلات من اجل توفير الطعام.

 

“أثناء مرورنا في المدينة شاهدنا الضرر والدمار الذي تعرضت له البنية التحتية الحيوية، مثل مرافق الصحة والمياه.

 

” وفي خضم هذه الفوضى ينتقل نحو 16,000 متطوّع من منزل الى منزل لكي يزودا العائلات بمعلومات حول كيفية حماية أنفسهم من الإسهال ومن الكوليرا. كما يعمل الأطباء والممرضون وغيرهم من العاملين الأساسيين في مجال الصحة على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح.

 

” لم يحصل اكثر من 30 الف عامل في مجال الصحّة على رواتبهم منذ اكثر من 10 اشهر، ومع ذلك لا يزال العديد منهم يؤدّون مهامهم. لقد طلبنا من السلطات اليمنية أن تدفع رواتب العاملين في مجال الصحة باسرع وقت ممكن، بدون اولئك العاملين نخشى ان يموت المزيد . أما بالنسبة لوكالاتنا، فسنواصل دعم العاملين المتفانين بشكل فائق من خلال الحوافز والمكافآت المادية.

 

“هذا وقد شهدنا على العمل الحيوي الذي تقوم به السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية، وذلك بدعم من الوكالات الإنسانية الدولية بما في ذلك وكالاتنا. قمنا بإنشاء أكثر من 1,000 مركز لعلاج الإسهال ونقاط تزويد الإماهة الفموية. ولا يزال تقديم المكملات الغذائية والسوائل الوريدية وغيرها من اللوازم الطبية، بما في ذلك سيارات الإسعاف، جارياً، وكذلك إعادة بناء الهياكل الأساسية الحيوية – من إعادة تأهيل المستشفيات، والمراكز الصحية وشبكة المياه والصرف الصحي. كما ونعمل مع البنك الدولي في شراكة ابتكارية تستجيب للاحتياجات على الأرض تساهم في الحفاظ على المؤسسات الصحية المحلية.

 

“لا يزال هناك امل. أكثر من 99 في المائة من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا والذين يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية هم الآن على قيد الحياة. وقد استقر عدد الأطفال الذين من المتوقع ان يعانوا من سوء التغذية الحاد المزمن على 385,000 طفل.

 

“لكن الوضع لا يزال خطيراً. يصاب بالمرض يومياً الآلاف ومن الضروري بذل الجهود المستدامة لوقف انتشار المرض. كما يحتاج حوالي 80 في المائة من أطفال اليمن إلى مساعدة إنسانية فورية.

 

“عندما التقينا بالقادة اليمنيّين – في كلّ من عدن وصنعاء – دعوناهم لأن يمنحوا العاملين في المجال الإنساني إمكانية الوصول إلى المناطق المتضررة من القتال. وحثثناهم –اكثر من اي امر آخر- على إيجاد حل سياسي سلمي للنزاع.

 

“تتطلب الأزمة اليمنية استجابة لم يسبق لها مثيل. قامت الوكالات الثلاث التي نمثلّها بالتعاون مع السلطات اليمنية والشركاء الآخرين لتنسيق عملنا بطرق جديدة من اجل إنقاذ الأرواح والتحضير لحالات الطوارئ في المستقبل.

 

“إننا ندعو المجتمع الدولى الى مضاعفة دعمه لشعب اليمن. إن فشلنا في ذلك، فإن الكارثة التي شهدناها أمام أعيننا لن تستمر في إزهاق الأرواح فقط، بل انها ستترك آثاراً وخيمة وندوب على الأجيال المقبلة وعلى البلد لسنوات قادمة.”