فاروق جويدة :الرئيس وإنقاذ القطن المصري

فاروق جويدة :الرئيس وإنقاذ القطن المصري

كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكومة بضرورة الاهتمام بمحصول القطن وصناعة الغزل والنسيج .. كان القطن تاج الزراعة المصرية وكانت صناعة الغزل والنسيج اهم الصناعات فى مصر انتاجا وتصديرا ومنذ تراجعت مساحات زراعة القطن خسرت مصر اسواقه الخارجية خاصة القطن الطويل التيلة وكم انقذ مصر من ازمات اقتصادية فى عصور كثيرة ..

 

وحين أنشأ طلعت حرب مصانع الغزل والنسيج فى المحلة الكبرى وسط الدلتا كان يسعى الى إيجاد مجتمع متجانس يجمع الزراعة والصناعة معا ولكننا فرطنا فى الاثنين .. تراجعت مساحات زراعة القطن حتى وصلت احيانا الى 300 الف فدان وهى التى زادت كثيرا فى فترات مختلفة على 1٫5مليون فدان وبعد ان كان القطن يحتل الصدارة فى صادرات مصر تراجع حتى اصبحنا نستورد القطن من الهند بل من إسرائيل ..

 

وما حدث فى زراعة القطن حدث فى مصانع الغزل والنسيج حين تآكلت المعدات والآلات ولم يتم تجديدها وقامت الدولة ببيع المصانع الناجحة وكان مصير المصانع الأخرى الإهمال وتسريح العمال .. لقد كانت توجيهات الرئيس للحكومة واضحة بأن تشجع الفلاح المصرى على زراعة القطن وتقديم المقابل المادى المناسب له لأن الحكومة فى احيان كثيرة تبخل على الفلاح بحقه وكثيرا ما كانت تماطل فى سداد مستحقاته حتى ترك زراعة القطن واتجه الى محاصيل اخرى ..

 

كان القطن هو العرس السنوى للفلاح المصرى منه يتزوج الأبناء وتسدد الديون وما حدث فى صناعة الغزل والنسيج من الإهمال لم يكن اقل من إهمال زراعة القطن فقد تركت الحكومات المتتالية المصانع تتآكل مع الزمن وعدم التجديد والصيانه وفى يوم من الأيام كانت امبراطورية المحلة الكبرى واحدة من كبرى قلاع الصناعة المصرية تحولت الى اطلال.. وباعت الحكومة ما باعت فى زمن الخصخصة افضل مصانع الغزل والنسيج وحلت زراعة الكانتلوب والفراولة محل زراعة القطن وكان الإهمال سببا فى ان تخسر مصر القطن والمنسوجات والغزل معا .. ان دعوة الرئيس السيسى الى إنقاذ القطن المصرى بتاريخه الطويل والغزل والمنسوجات لابد ان تبدأ بدعم الفلاح المصرى وإنقاذ ما بقى من المصانع القديمة