حسن المستكاوي: شخصيتكم مهزوزة  

** خسر المنتخب والأهلى والزمالك وسموحة فى تونس والمغرب الجزائر والسودان، والنتائج وحدها تحمل مؤشرات سلبية، لكن الأداء أيضا يحمل تلك المؤشرات.. فالفرق المصرية التى لعبت مع منتخب تونس والوداد واتحاد العاصمة والأبيض تراجعت واهتزت وبدت شخصيتها الحاكمة مفقودة. وصحيح أن الزمالك بدأ مباراته مع العاصمة الجزائرى مهاجما وصاحب المبادرة وأهدر هدفا لا يضيع. إلا أنه تراجع وتقهقر أمام ضغط الاتحاد الجزائرى ثم أصيب مرماه بهدف ثم بدأ يهاجم مرة أخرى وأهدر الفرص لكن الفريق بصفة عامة لم يأت بجديد حقيقى فى أسبوع خسائر الكرة المصرية.

ضاعت هيبته أمام هجمات الفريق الجزائرى وأمام كراته العرضية التى جعلتنا نصيح ونبتهل: يا ساتر يا رب.. استر يارب!.

** الأهلى من جهته كانت له شبه فرصة. وقد حوصر فى ملعبه، وغاب نجومه. بينما المنتخب قصته معروفة دافع إلى النهاية.. إلا أن السؤال الملح هو: لماذا؟ أين شخصية الفرق المصرية؟ أين الامتلاك والتمرير والسيطرة وتنظيم الهجمات وتهديد المنافس بفرص حقيقية فيها عقل المدرب وقدم اللاعب ومهاراته..؟!

** سؤال طويل.. وقديم فمبارياتنا كلها تقريبا صعبة ونمر منها كأنها عنق زجاجة ضيق. وذلك منذ سنوات وعقود وفى شتى أشكال البطولات والتصفيات، وقد يكون الإجهاد سببا كما يرى خبراء ويرى المبررون للنتائج. وأدرك أن الإجهاد يمكن أن يصيب لاعبين، وأننا لا نحسن التدوير، لكن فى بدايات المواسم يكون المبرر عدم الانسجام ونقص اللياقة وفى نهايات المواسم يكون السبب كثرة المباريات والإجهاد.. فما هى وظيفة التدريب الذى يتحقق فى الانسجام بين اللاعبين وترفع اللياقة. ثم تخفف الأحمال ويجرى التدوير بتركيز وعناية لرفع الإجهاد؟

** إننا نعانى من موروثات نخترعها ونرددها، سنوات أو طول العمر. ويمضى قطار العلم والتطور ويتركنا، وتاركا معه على المحطة أفكارنا القديمة فى انتظار مباراة أخرى وموقف آخر لنعيد نفس الكلام والموال كمن يعزف على الربابة.

** ربما يعتمد الفيفا فى كأس العالم المقبلة تكنولجيا الفيديو لاعتماد بعض القرارات التحكيمية. وقد سبق واعتمد عين الصقر، لمراقبة الكرة التى تتجاوز خط المرمى، لكن الفيديو يسرق هيبة الحكم وقراراته ويضعفها. وعلى الرغم من استخدام تلك التقنية فى لعبات رياضية مختلفة مثل الإسكواش، إلا أن تلك التكنولجيا تسحب من الرياضة الكثير من جمالها ومن حكاياتها.

ولست ضد التكنولجيا بصفة عامة ولست ضد الاستعانة بها فى حياتنا وفى مبارياتنا وفى ساحات الرياضة.. لكننى ما زلت أرى أن أخطاء الحكام باتت مكشوفة لأنهم يحاكمون بعشرين كاميرا، وأن تلك الأخطاء جزء أصيل من اللعبة.. والمشكلة ليست فى الحكم لكنها فى الشخص.. ليست فى الحكام بقدر ما هى فى الأشخاص الذين يفتشون عن أقل خطأ للحكم لتعليق خطأهم وخطاياهم على صفارته.