فاروق جويدة: رجل مغامر..وصفقة سريعة    

قالت:أحب زوجى كثيرا وهو إنسان راق فى كل شىء أخلاقا وسلوكا وعشرة..ولكن المشكلة بيننا انه يميل دائما إلى الصمت انه لا يتكلم كثيراً هو من ذلك

النوع من البشر يحب التأمل ويسرح كثيرا مع نفسه وأفكاره وهو رجل مثقف، أما أنا فلم اقرأ كتابا فى حياتى وأميل دائما للصخب والضجيج وأحب أن تكون الأضواء حولى فى أى شىء وكل شىء..

المشكلة الأكبر أن ابن خالتى كان دائما يهتم بى وصارحنى يوما بحبه ولكن شاءت الأقدار أن يسافر إلى إحدى دول الخليج واختفى عشرين عاما وعاد رجلا ثريا أشاهد كل يوم صوره فى الصحف والمجلات وعلى الشاشات وهو يجلس مع كبار المسئولين ويشارك فى الحوارات والغريب أن قلبى عاد يدق مرة اخرى..

وجاء ذات يوم لزيارتنا ومعه زوجته وابنه الصغير وفاجأنا بهذا الكم الرهيب من الهدايا وقضينا معا وقتا ممتعا وتعددت الزيارات وسافرنا معا كأسرتين إلى العين السخنة والغردقة ولم يتردد ان يصارحنى انه مازال يحبنى واننى لم ابرح خياله بل طلب منى أن انفصل عن زوجى ونتزوج خاصة أن لديه كل الإمكانيات المادية التى توفر لنا حياة كريمة..اننى الآن تجاوزت الأربعين من عمرى وعندى ولدان فى عمر الصبا واقف حائرة بين صمت زوجى وصخب وجنون ابن خالتى.

قلت:أنا على يقين أن كل ما أبهرك فى ابن خالتك ليست شخصيته الصاخبة ولكنها أمواله التى تسيل من بين يديه..انه إنسان عادى وقد يكون زوجك أعمق منه فكرا وثقافة وأنت تعترفين انك لم تقرئى كتابا فى حياتك، كل ما فى الأمر انك أمام صفقة غير مضمونه انه حب زائف..إن الرجل متزوج وله حياته..وأنت متزوجة ولديك ولدان جميلان وأبهرك ابن خالتك وهو يترنح على الفضائيات ومع المسئولين..

إن له حياته وأمواله التى يشترى بها كل شىء وانت لك زوجك المترفع وحياتك الهادئة وأخشى أن تكون نهايتك مجرد صفقة سريعة مع رجل مغامر..ليست أكثر من عملية سريعة فى بورصة العلاقات الإنسانية..أما مشاعرك فأين كانت فى سنوات الغربة ولماذا تدفقت مع ارتفاع سعر الدولار..حرام عليك..بيتك وزوجك وأبناؤك. نقلا عن الاهرام