“إسماعيل بيه” نصير الطّفولة والشّباب في اليونيسف، يساهم في إعلاء صوت المتضررين

ايجى 2030 /

“يتمتّع الشّباب الّذين ينجون من الحرب بقدرة مذهلة على الثّبات وعلى أن يصبحوا أبطالاً للسّلام”

إسماعيل بيه، المؤلّف، والّذي سبق وأن جُنّد كطفلٍ، ونصير الأطفال المتضرّرين من الحرب لدى اليونيسف، أنهى اليوم زيارة إلى الأردن استمرّت ثلاثة أيّام، هَدَفَ منها إعلاء صوت الشّبيبة الضّعفاء ممّن تضرّروا بسبب النّزاع في سوريا.

 

إسماعيل بيه، والمشهور عالميّاً بكتابه “قطعنا شوطاً طويلاً: ذكريات جنديّ صبيّ”، وروايته “إشعاع الغدّ”، قدم إلى الأردن لكي يساعد في تطوير مهارات مناصرة المطالب لدى 50 شابّ وشابّة تقريباً من كلّ من الأردنّ ولبنان وسوريا. شهد كثيرون من هؤلاء الشّباب كيف اختلفت حياتهم كليّاً نتيجة حرب ستّة أعوام طوال في سوريا.

 

وأثناء وجوده في الأردن، زار بيه الأطفال في مخيّم الزّعتري للاّجئين والقريب من الحدود السّورية، كما زار في عمّان أحد مراكز “مكاني” الّتي تدعمها اليونيسف، والّتي يمكن للألطفال والشباب أن يقصدوها لكي يتعلّموا ويحصلوا على الدّعم النفسي الإجتماعي.

 

بعد أكثر من ست سنوات من الحرب والعنف الشّرس، بات أكثر من 2.5 مليون طفل سوريّ يعيشون كلاجئين في كلّ من تركيا، ولبنان، والأردن، ومصر والعراق.

 

اسماعيل بيه، الّذي حضر ورشة عمل تدعمها اليونيسف حول مشاركة الشّبيبة، صرّح قائلاً: “رغم الفظاعات الّتي مرّوا بها، فإنّ الشّباب الّذين ينجون من الحرب يتمتّعون بقدرة مذهلة على المثابرة وعلى أن يصبحوا أبطالاً للسّلام نحن في أمسّ الحاجة إليهم”.

 

“أعلم من خلال التّجربة أنّ كلّ ذلك الألم، وتلك المعاناة الّتي لا يمكن تخيّلها، والشّعور بفقدان الإنسانية، ممكن إعادة توجيهها كلّها نحو شيء إيجابيّ”. وأضاف بيه: “وخاصّة حين تجد من يؤمن بك، ويدعمك، ويمدّ لك يد العون”.

 

بدعمٍ من اليونيسف، وشركائها، والمانحين بمن فيهم الصّندوق الائتماني الإقليمي للاتّحاد الأوروبّي استجابة للأزمة السّوريّة (مدد)، تمّ تدريب 120 شابّاً من بين اللّاجئين كما من أبناء المجتمعات المضيفة الهشّة، كباحثين، وذلك ضمن مبادرة بحوث ابتكاريّة تشاركيّة، يستطيع الشّبيبة من خلالها تبادل تطلّعاتهم وما يتعلّق بأمور حياتهم بانفتاح.

 

يقوم الباحثون بإجراء مقابلات مع شباب آخرين مهمّشين ليتعرّفوا على التّحدّيات الكبرى لديهم. ألعديد من هؤلاء الشّباب تسرّبوا من المدارس وباشروا العمل لكي يساعدوا أسرهم على تلبية احتياجاتها. يهدف البحث للمساهمة في تحسين فرص حصول الشّبيبة على التّعليم والتّدريب المهني. كما يزوّد التّدريب الشّباب الّذين يعانون الضّعف بالمهارات اللاّزمة لمعالجة قضايا مثل الزّواج المبكر، والحماية من العنف، والعمل في مهن خطرة.

 

“الأطفال والشّبيبة ليسوا هم المشكلة – إنّهم جزء أساسيّ من الحلّ”. قالت فيرا مندونسا، مستشارة اليونيسف الإقليميّة لتنمية المراهقين. واضافت مندوسا: “اذا استثمرنا فيهم، فانّهم سيصبحون اطباءً ومحامين، ممرّضين وممرّضات، مفكّرين وأصحاب مبادرات، وسيشكّلون طاقة ايجابية فى مجتمعاتهم”.

 

بالنّسبة لإسراء (20 عاماً)، وهي لاجئة سوريّة في الأردن وباحثة شابّة، فإنّ التّدريب الّذي حصلت عليه أحدث تغييراً في حياتها. قالت إسراء: “لقد علّمني التّدريب كيف أتعرّف على مشاكل النّاس، وعلى طرق يمكنها أن تساعدنا في إسماع صوتنا”، مشيرة إلى تطبيقها بعض ما تعلّمته في إقناع الأسر بالعدول عن التّزويج المبكر للفتيات.

 

أمّا اسماعيل بيه، فقال: ” بالمقابل، فقد تعلّمت الكثير من هؤلاء الشّباب الصّغار”، واسماعيل بيه نفسه كان طفلاً أُجبر على القتال في الحرب الأهليّة في سيراليون، قبل أن يلتحق بمركز إعادة تأهيل تدعمه اليونيسف. فقد بيه عائلته في الحرب، واضطّر إلى الفرار من البلاد في نهاية الأمر. أضاف بيه: “هؤلاء الشباب لا يريدون ان يكونوا مثاراً للشّفقة، إنّهم يريدون أن تُحترم حقوقهم وأن يتمّ تمكينهم لكي يكبروا وينطلقوا بكلّ الإمكانيّات الكامنة لديهم”.