مرسى عطا الله :الخبز خط أحمر!    

الكلام سهل عبر الأثير أو علي صفحات الصحف ولكن علي أرض الواقع الأمر جد مختلف فليس أيسر من أن تتسع الأحلام لتصل إلي عنان السماء ولكن ما أبعد المسافة بين الحقائق والأوهام!

 

فجأة تعالت صيحات الصراخ ضد الرئيس والحكومة ووزير التموين في الأسبوع الماضي لمجرد اتخاذ بعض الإجراءات لمنع تسرب دعم رغيف الخبز في عدد من المخابز في بعض المحافظات وانبرت الفضائيات لتكيل الاتهامات وتذيع البكائيات وترقص علي دفوف الحالمين بثورة الجياع.

 

لم يكلف أحد نفسه مشقة البحث عن الحقيقة قبل الانزلاق إلي ترديد الأكاذيب حول شروط جديدة لصندوق النقد الدولي رغم ما أكده الرئيس السيسي مرارا بأن رغيف الخبز خط أحمر منذ اللحظة الأولي لتوليه المسئولية عندما كان الأمن منفلتا والفوضي تحكم الشارع والإرهاب يضرب هنا وهناك!

 

في أقل من 24 ساعة بدأت نهار يوم الثلاثاء الماضي حملة منظمة ومدروسة تقودها فضائيات الفتنة في الدوحة واسطنبول ولندن للإيحاء بأن الجوع يضرب المصريين وأن مصر علي وشك الانهيار وهذا أمر طبيعي ومفهوم من جانب عصبة الأشرار ولكن ماذا عن تحليلات البعض في صحف وفضائيات مصرية ترتدي ثياب الحرص والقلق علي الوطن بينما هي في مضمونها تمثل نوعا من الضغط والإحراج للحكومة وتخويفها من مواصلة تنفيذ المراحل المتبقية من الجراحة الضرورية لإنقاذ الاقتصاد المصري.

 

ولست أقلل من حجم ومعني الغضب ولكنني أرثي لحال بعض المحللين الذين يشاركون في الصراخ والعويل بدلا من أن يقولوا كلمة الحق والإنصاف.. ومسئولية أي كاتب أن يلتزم بالحقيقة لتجنب محاولات الاستدراج إلي وديان الأوهام التي سرعان ما تغوص فيها أقدامنا فيلحق بنا اليأس ويخيم علينا ظلام الإحباط الذي هو جوهر وغاية حروب الجيل الرابع. جريدة الاهرام