اليونيسف “ماذا لو كان هؤلاء الأطفال أولادكم أنتم؟”

ايجى 2030 /

“ألمنظر الّذي يقطّع القلب لصبيّ صغير يصرخ في طلب أبيه بعد دقائق من فقدانه لكلتا ساقيه نتيجة اعتداءٍ واضحٍ في إدلب الأسبوع الماضي، هو تذكير قاسٍ لنا بأنّ الأطفال لا يزالون يتعرّضون للهجوم نتيجة النّزاع في سوريا.

 

“بينما تستمرّ الجهود في جنيف هذا الأسبوع لجمع كلّ الأطراف المرتبطة بالحرب السّوريّة الطّويلة والمستمرّة منذ ستّ سنوات في محاولة لإحلال السّلام، نناشد جميع القادة لاظهار قيادة جريئة من أجل حقوق الأطفال .

 

“إنّنا نحثّ هنا كلّ واحد وكلّ فرد  منهم أن يسأل نفسه سؤالاً واحدا فقط: ماذا لو كان هؤلاء الأطفال أولادكم أنتم؟

 

“منذ بداية هذا العام، تمّ التّبليغ عن مقتل 20 طفلاً وجرح عدد أكبر من ذلك بكثير نتيجة الهجومات، من ضمنهم رضيعة عمرها يوماً واحداً فقط، أصيبت بجروح حين تعرّض منزلها في ريف دمشق للقصف. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال المساعدات الإنسانيّة العاجلة مقطوعة وإلى حدّ كبير عن حوالي مليونَيّ طفل.

 

“إن الأرقام هي تذكير صارخ بأنّ وقف الأعمال العدائيّة الّذي أعلن عنه في كانون أوّل/ديسمبر الماضي يجب أن يؤدّي إلى مكاسب حقيقيّة في إطار حماية ومساعدة كلّ الأطفال في سوريا. لم تنجح في هذه السّنة وحتّى الآن، إلاّ ثلاث بعثات لوكالات مشتركة في الوصول إلى أطفال يحتاجون للمساعدة وموجودون في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها.

 

“يجب أن يخجل العالم من الثّمن الباهظ في حياة النّاس ومعاناتهم والّذي يفوق كلّ حدّ، وأن يتّخذ إجراءات فوريّة لإيجاد حلّ سياسيّ للحرب.

 

“إنّنا نذكّر جميع أطراف النّزاع بالتزاماتها وفق القانون الإنساني الدّولي بحماية الأطفال في كلّ الأوقات، وحيثما كانوا، بغضّ النّظر عن الجهة الّتي يعيشون تحت سيطرتها.

 

“تستمرّ معاناة الأطفال في كلّ أنحاء البلاد بسبب العنف المستمرّ والمُستشري كما بسبب النّقص في الضّروريّات الأساسيّة اللاّزمة لإنقاذ الأطفال وللحفاظ على حياتهم.

 

“على جميع أطراف النّزاع أن توفّر لكلّ الأطفال المحتاجين وفي كلّ  منطقة في البلاد، إمكانيّة الحصول على المساعدات بشكل فوريّ ومستمرّ وغير مشروط . يجب أن تنتهي كلّ أنواع الحصار. إن سحب المواد المنقذة للحياة من قوافل المساعدات أمرٌ غير مقبول، وكذلك استخدام المياه كسلاح في وقت الحرب.

 

“على جميع أطراف النّزاع والّذين لديهم تأثير عليها أن يتصرّفوا بأقصى درجات الوعي ويدركوا ضرورة إسكات  الأسلحة حالا وإلى الأبد.

 

“لقد حان الوقت بالنّسبة للأطراف جميعاً، ولكلّ من في قلبه اهتمام بأطفال سوريا، أن يتحدّث عن الأطفال!

 

“أطفال سوريا البالغ عددهم ما يزيد عن 10 ملايين والّذين يعانون يوميّاً وبشكل مباشر من تبعات النّزاع الوحشي، يريدون شيئاً واحدا ووحيداً: أن يعمّ السّلام ويستعيدوا طفولتهم.

 

“إن أطراف النّزاع ومن يدعمها مَدينون بذلك لأطفال سوريا، وبوضع حدّ لهذه الحرب الوحشيّة،  فورا  وإلى الأبد.