محمد حبيب :لا إصلاح بدون رقابة

دائما ما يؤكد الاقتصاديون أن الإصلاح ثمنه غال، ويحتاج إلى جراح ماهر، يقتلع المرض من جذوره، وأن يتحمل المريض الآلام التى ستستمر معه، لحين عودة جسده إلى طبيعته، وهذا ما يحدث حاليا مع معركة الجنيه مع الدولار وبرامج الإصلاح الاقتصادى، والذى أصبح صداعا مستمرا يصيب السوق المصرية فى أى وقت بدون سابق انذار، ويستنزف دخله الذى يكاد يغطى مصروفاته اليومية الملحة، مع التقشف وربط الأحزمة.

 

ومع تحمل المواطن لهذه الأزمات المتتالية، والمستمرة سابقا وحاليا، يجب أن نقف أمام حركة السوق وجشع التجار، وعدم قدرة الحكومة على الرقابة والسيطرة، وضعف دور الجمعيات الأهلية فى محاربة الغلاء، وتوعية المواطنين على عدم الشراء، والتوقف عن التعامل مع سلعة معينة، حتى تهبط الأسعار ويضطر التاجر الذى لا يرحم أن يتوقف عن الأعيبه، ويتعلم أن رفعه للأسعار بصورة مبالغ فيها سيقابله عراقيل ومقاومة شعبية.

 

الحكومة يجب أن تغير من استراتيجيتها، مع اتخاذ القرارات المؤثرة على حياة المواطنين، بدراسات علمية تأخذها لمواجهة سلبيات أى قرار يتخذ، خاصة أن ما يتخذ من قرارات حكومية ينقصها دائما كيفية تقليل الخسائر، والتى سيتحملها المواطن مع تصحيح الأوضاع الاقتصادية الفاشلة، وهذا ما سوف تواجهه الحكومة مع كل قرارات تتعلق بالإصلاح، وما أكثر المشاكل فى مختلف القطاعات.

 

مشرط الجراح، يجب أن يتحكم فى كمية الدم التى سيستنزفها المريض، بإيجاد البديل الفورى وسد منابعه، حتى لا يجد المريض جثة مسجاة داخل غرفة العمليات، وتفشل العملية مهما تكن خطورتها. صحيفة الاهرام