عودة البطل الحضري…حدوتة مصرية حطمت كل الأرقام القياسية

ايجى 2030 /

عشق “الكرة الشراب”منذ نعومة أظافره.. كانت حبه الأول.. يحتضنها وهو يسير في الأزقة والدروب الترابية بقرية كفر البطيخ – القريبة من محافظة دمياط – كان يحلم بالنجومية لكنه لم يكن يتخيل أن يحظى بكل هذا القدر من الشهرة الواسعة داخل مصر وخارجها حتى أصبح أسطورة يحكيها عشاق الساحرة المستديرة.. أصبح المثل والقدوة لحراس المرمي في مصر والقارة الأفريقية.. وكيف لا ؟وهو الحاصل على لقب أفضل حارس مرمي في القارة السمراء لثلاث دورات افريقية متتالية.

 

عصام الدين كمال توفيق الحضري، حارس مرمى منتخب مصر ونادي وادي دجلة، الذي عاد من بعيد واستطاع بكل ما تحمله الكلمة من معاني أن يحقق المستحيل ويحطم الأرقام القياسية.

 

السد العالي صاحب الـ 44 عاما استطاع أن يحصد لقب أفضل حارس مرمى في تاريخ مصر وأفريقيا، بـ 38 لقب و6 إنجازات على المستوي الشخصي لم يسبقه فيها أي حارس مرمى أخر وهي أفضل حارس مرمي في دوري أبطال أفريقيا عام 2001 ، وأفضل حارس مرمي في دوري أبطال أفريقيا عام 2005 ، وأفضل حارس مرمي في دوري أبطال أفريقيا عام 2006 ،وأفضل حارس مرمى 3 مرات متتالية في كأس الأمم  الأفريقية أعوام  2006،و2008،و2010       .

 

ويعد الحضري أكثر حراس مرمى منتخب مصر مشاركة في المباريات الدولية بأكثر من 150 مباراة. كما أنه أكبر اللاعبين سناً في تاريخ كأس الأمم الأفريقية مشاركة في المباريات.

 

ولكن كيف عاد البطل؟ .. وكيف ظهر بهذا المستوى الرائع بعد 7 سنوات كاملة غابت فيها مصر عن تصفيات القارة السمراء؟

 

كلمة السر كانت في الأسلوب الجديد الذي وضعه وادي دجلة للتعامل مع الحضري نفسيا وأدبيا، حيث قام النادي بوضع لائحة تحفيزية خاصة بالحضري تربط بين اجتهاده في التدريب والحوافز التي سيحصل عليها في كل مرحلة “.

 

فبالرغم من أن وادي دجلة يرفض تماما عودة أي لاعب يقرر الخروج من الفريق الأساسي لكرة القدم، إلا أن الاستثناء الوحيد كان مع الحضري الذي ترك وادي دجلة للانتقال إلى الإسماعيلي، ولكنه عندما رغب في العودة ، سمح له رئيس النادي المهندس ماجد سامي بالعودة مرة أخرى لأحضان النادي.

 

فكرى صالح مدرب حراس المرمى في وادي دجلة تحدث قائلا: “كان الحضري عند حسن ظننا به وعندما تأكدنا انه سيكون ضمن فريق المنتخب المتجه إلى الجابون،أصر وادي دجلة على أن يكون هناك إعدادا خاصا له، فطلبت منه أن يقوم بإنقاص وزنة 8 كيلو على الأقل.. وبالفعل بالإصرار والعزيمة حقق المطلوب منه في زمن قياسي”.

 

وكشف صالح أن النادي أخضع الحضري لبرنامج تدريبي شاق على مدار الساعة يُمكنه من اللعب والإنجاز تحت أقصى الظروف التي يمكن أن يتعرض لها لاعب، وكان ذلك قبل 6 أشهر كاملة من مشاركته مع المنتخب في الوقت الذي أعلن فيه الجهاز الفني للمنتخب الوطني عن أنه يستعد بقائمة لحراس المرمى حتى 2018 ليس من ضمنهم الحضري.

 

لكن الحضري أذهل كل المتابعين.. وزاد عن شباك المنتخب .. بفضل إصراره وكل الدعم المادي والمعنوي، من قبل نادي وادي دجلة الذي وفر له أحدث أساليب التدريب التي يمكن أن يتلقاها أي لاعب مهوب.

 

هذا هو الحضري الذي انحنى أمامه الفرنسي هيرفى رينارد المدير الفني لمنتخب المغرب، في أعقاب الفوز الذي حققته مصر على المغرب في ربع نهائي بطولة كاس الأمم الأفريقية لتصبح هذه اللقطة هي الأشهر والأكثر إعجابا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة خاصة بعد أن أصبح هذا البطل المُلقب بالسد العالي حديث الصحافة الأوروبية طوال فترة البطولة..

 

انحناءة رينارد لم تمنع الحضري من إيقاف خيول بوركينا فاسو في الدور قبل النهائي وتصدى لركلتي جزاء صعدت بالمنتخب إلى المباراة النهائية..ليبقى الحضري أسطورة حقيقية أوصل الفراعنة لنهائي الأمم الأفريقية بعد 7 سنوات غياب عن البطولة المفضلة للمصريين.