عمـاد عريـان :جرائم بريطانيا العظمى .. ضد مصر  

ليس إفلاسا ولا هو تفتيش فى الدفاترالقديمة,ذلك الحديث عن جرائم بريطانيا العظمى ضد الدولة المصرية وشعبها,لن نخوض فى الحاضر والروح العدائية التى أبدتها بريطانيا فى كثير من المناسبات,ولكن حديثنا اليوم عن تلك الواقعة التى جرت فى مدينة الإسماعيلية الباسلة قبل 65عاما وتحديدا يوم الخامس والعشرين من يناير,الذى حولناه بأنفسنا وبأيدينا إلى عيد للشرطة رغم مظاهر الحزن والأسى التى يجب أن تغلف هذا اليوم.

 

كم كان مؤلما إلى حد كبير ذلك المانشيت الذى تصدر الصفحة الأولى للأهرام غداة المذبحة المروعة التى أرتكبتها القوى العظمى فى حق الأبرياء, نعم إنه حزن وأسف بأثر رجعى ولكنه يفرض علينا أن يكون حديثنا عن تلك المجازر والمذابح التى ارتكبتها القوات البريطانية ضد ملايين المصريين .

 

رغم أن مصرآنذاك كانت دولة مستقلة ذات سيادة وتشغل مقعدها فى الأمم المتحدة كعضو فاعل فى المنظمة الدولية,ومن ثم فان حديث البطولات يجب ألا يلهينا عن المطالبة بحقوقنا وحقوق الشهداء والضحايا والوطن, وهى حقوق وفقا للقانون الدولى والمواثيق والأعراف الأممية لا تسقط بالتقادم,فضلا عن مبدأ«الغبن التاريخى» لتعويض الشعوب والأمم عن جرائم الاستعمار وكوارثه.

 

واسألوا إسرائيل ماذا فعلت بالمانيا ولاتزال تفعل حتى اليوم,وكذلك ماذا تفعل أوروبا بتركيا فى قضية الأرمن,ألسنا أحق بالمطالبة بتعويضات مستحقة عن خسائرنا الجسيمة المادية والبشرية فى هذه المذبحة ومذابح العدوان الثلاثى على بورسعيد الصامدة عام 1956؟إن بريطانيا لا تفوت فرصة إلا وتستغلها لتضييق الحصارعلى مصر وإثارة مشاكل كبرى لها بشأن حقوق الإنسان,ألا يجدربنا الآن وبمنظمات وجمعيات حقوق الإنسان أن نفضح مجددا تلك الممارسات اللاإنسانية أم نفرط كما فرطنا فى أشياء كثيرة؟ صحيفة الاهرام