“الحكومة” تمنع استيراد الزجاجات المسترجعة وتهدر ملايين الدولارات في صناعة التدوير

ايجى 2030 /

هل تخطو مصر خطوات داعمة للصناعة الوطنية على غرار التجربة السويدية والالمانية التى اتخذتا مؤخرا قرارا للقضاء على مشكلة المخلفات ، والاستفادة القصوى من جميع أنواع المخلفات سواء المنزلية أو الزراعية أو حتى الصناعية لتشجيع وتحفيز المستثمرين فى صناعة إعادة التدوير ، الا ان الواقع يؤكد أن مصر تسير عكس الاتجاه بعد اتخاذها قرارا منذ 15 عاما بمنع إستيراد الزجاجات المسترجعة من مادة البي اي تى حيث تعد أهمية صناعة اعادة تدوير المخلفات فى انتاجها العديد من المواد الصالحة لتصنيع العديد من المنتجات بالإضافة إلى إنتاج العديد من أنواع الوقود الحيوى ومصادر مختلفة من الطاقة المتجددة.

 

يقول الدكتور  شريف الجبلى رئيس غرفة الصناعات الكيماوية ورئيس شعبة تدوير المخلفات بإتحاد الصناعات، إن مصر تمتلك العديد من المصانع المتخصصة فى عملية إعادة التدوير وبالاخص إعادة تدوير البلاستيك من مادة البى اي تى المستخدمة فى إنتاج زجاجات المياة والزيت والمشروبات الغازية بالإضافة إلى العبوات الغذائية.

أضاف أن مصر تمتلك مايزيد عن 20 مصنع متخصص فى إنتاج البوليستر فايبر والتى تعتمد بصورة كاملة على إعادة تدوير زجاجات البلاستيك وذلك لتصنيع خيوط الفايبر التى تستخدم فى جميع المنتجات النسيجية ،  بالإضافة الى مصنع بريق إحدى إستثمارات شركة راية القابضة والمصنع يقوم بإعادة تدوير الزجاجات البلاستيكية وإنتاج مادة خام أمنة تماما ومتوافقة مع كافة الشروط البيئية والصحية العالمية.

ويلتقط طرف الحديث خالد ابوالمكارم رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية ورئيس شعبة البلاستيك بإتحاد الصناعات ويقول انه تلقى العديد من الشكاوى من مصانع الفايبر و مصانع تدوير البلاستيك و ذلك لنقص المواد الخام اللازمة لتشغيل هذه المصانع بكامل طاقتها  الإنتاجية ذلك بالإضافة إلى توقف العديد من  هذه المصانع  بسبب التناقص الحاد فى المواد الخام .

و أضاف ابو المكارم أننا نعمل جاهدين فى وزارة الصناعة بالتعاون مع وزارة البيئة على فتح باب الإستيراد للزجاجات البلاستيكيه من مادة البى اى اتى مع وضع كافة الضوابط اللازمة لتنظيم العملية الإستيرادية.

وذلك من حرصنا منا على تقديم الدعم الكامل لصناعة إعادة التدوير حيث إنها صناعة واعدة تخلق العديد من الفرص الإستثمارية بالإضافة الى إسهامها المباشر فى زيادة الحصيلة الدولارية للدولة حيث أن العديد من مصانع الفايبر تقوم بتصدير فائض إنتاجها بعد حصول السوق المحلى على كافة إحتياجاته مما أدى الى إنعدام استيراد الفايبر من خارج مصر.

 

اما المهندس  اسامة زكى رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذى لشركة بريق إحدى شركات راية القابضة أفاد إن اجمالى إستثمارات الشركة فى صناعة إعادة تدوير مادة البى اي تى تصل الى 150 مليون جنيه، حيث أن مصنع بريق يعد المصنع الوحيد فى الشرق الاوسط وأفريقيا القائم على أحدث تقنيات إعادة التدوير الاوروبية المتوافقة تماما مع المعايير البيئية والصحية للإتحاد الاوروبى والولايات المتحدة الامريكية وكندا وذلك لإنتاج مادة خام تعد فخر للصناعة المصرية بنسبة  قيمة مضافة تتجاوز 90% وذلك من خلال عملية إعادة تدوير زجاجات المياة والمشروبات الغازية والعبوات الغذائية حيث أن المنتج حاصل على شهادات الإعتماد من الإتحاد الاوروبى  EFSAوالولايات المتحدة الامريكية FDA وكندا Health Canada.

وأضاف زكى أن 25 الف طن هى طاقة مصنع بريق السنوية لإعادة التدوير ولكن بالرغم من حجم الإستثمارات والإمكانيات الهائلة للمصنع بالإضافة الى قدرتنا التصديرية إلا أن مصنع بريق يعمل بطاقة إنتاجية تقل عن 40% خلال عام 2016 وذلك لندرة توافر الزجاجات البلاستيكية المسترجعة والتى تعد المادة الخام الاساسية للمصنعوذلك بسبب إنخفاض معدلات الإستهلاك نتيجة الزيادة المطردة فى أسعار السلع بالإضافة الى إنخفاض معدلات السياحة وأثرة بصورة كبيرة على معدلات الإستهلاك.

هذا بالإضافة الى لجوء العديد من التجار بتصدير وتهريب مجروش البلاستيك وذلك بعد تعويم الجنيه المصرى أمامالعملات الأجنبية وبالأخص الدولار مع فرض رسم صادر بسيط جداً بمبلغ 1600 جنية بغرض الحد من تصدير هذة المادة الخام والذى لايمنع التجار من التصدير.

وأضاف المهندس اسامة زكى ان إنخفاض معدلات الإنتاج لمصنع بريق وجميع مصانع الفايبر سيؤدى الى القضاء على هذة الصناعات الواعدة والتى تساهم بتوفير أكثر من 50 مليون دولار سنويا للدولة حيث نقوم بتصدير 100%من إنتاجنا الى الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية.