فاروق جويدة: الإهمال أخطر أعداء الحب

لا تفقد ثقتك فى الناس والأشياء والحياة فى صحراء أيامنا تنبت أشجار صغيرة إذا أهملناها ماتت وإذا رعيناها كبرت وأثمرت ونشرت حولها ظلالا جميلة..وأنت حين تحب فأنت تزرع هذه الشجرة فلا تتركها وحيدة لأن أجمل ما فى الحب ان نرعاه..

 

ان أسوأ أعداء الحب هو الإهمال وكل شئ فى الحياة يقتله الإهمال إذا أهملنا فى عملنا فشلنا وإذا أهملنا فى تربية أبنائنا ضاعوا..وإذا أهملنا صحتنا تدهورت وإذا أهملنا سنوات العمر تسربت منا دون أن ننجز فيها شيئا..وإهمال الحب يأخذ أشكالا كثيرة أن تكون أنانيا وتحب نفسك أكثر من حبك للآخرين..أن تتصور أن الحب يمكن أن يزورك فى أى وقت وتجلس وحيدا تنتظر ولا يجئ..

 

أن توهم نفسك أن القصة كلها لقاء عابر وأيام جميلة ورحلة للنسيان وتكتشف أن اللقاء أصبح مستحيلا وأن الجمال توارى وأن النسيان مهمة صعبة..نخطئ حين نتصور اننا قادرون على أن نصنع الحب وأن نعيده مرة أخري..

 

أن الحب قدر جميل ومن منا صنع أقداره فى لحظة غضب وكبرياء قد تلقى بعيدا أجمل طيف زارك وتظلم الأشياء حولك وتكتشف أن هذا الطيف الذى مضى كان الأمل والفرح وأن الأيام بعده ثقيلة موحشة..يخطئ من يتصور أن استنساخ الحب أمر سهل وبسيط أشياء كثيرة يمكن استرجاعها إلا الحب لأنه سنوات عمر مضى..وكلاهما لا يعود..

 

ان الحب زائر عزيز وهو إن غضب تعز عليه نفسه ويخرج من أقرب باب وسرعان ما يتوه فى زحام البشر والحياة..إن الإهمال أسوأ الأعداء فى دنيا المشاعر وهو يقتل أجمل ما فينا ونحن لا ندري..كل الأشياء فى هذا الكون يقتلها الإهمال..إن النجاح أحيانا يضيع أمام الإهمال ويسأل الإنسان نفسه كيف زارنى الفشل وأنا لا أدرى وكيف ضاعت منى عشرات الفرص وكيف ضللت الطريق رغم أننى اعرف كل شئ فيه ويكتشف أنه لم يعد بنفس الحماس ونفس الإصرار ونفس الإرادة..

 

وإذا كان الفشل فى العمل يعوض أحيانا فإن خسائر الحب لا تعوض إذا ضاعت منك فرصة نجاح فقد تزورك فرصة أخرى وإن كنت لا تضمنها..ولكن فرصة الحب وحيدة إذا ضاعت لن تجد لها بديلا نقلا عن صحيفة الاهرام