“إنترنت الأشياء” الموجة الثالثة من الطفرة التكنولوجية العالمية

ايجى 2030 /

أكد المشاركون في جلسة “معلومات كل الاشياء وإنترنت الأشياء”، خلال اليوم الثاني في فاعليات الدورة العشرين من معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للاتصالات Cairo ICT 2016 ، والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الفترة من 27-30 نوفمبر الجاري، بمركز المؤتمرات، على أهمية إنترنت الأشياء في المساهمة لإيجاد حلول للمشاكل المجتمعية والتحديات المختلفة، لدعم متخذي القرار.

 

من جهته قال وليد فهمي، مصمم الحلول بشركة سيسكو، إن مفهوم إنترنت الأشياء هو وجود مجسات تقوم برصد كل المشكلات الموجودة في أي منظومة وإرسال معلومات لمتخذي القرار، ويمكن الاعتماد في هذا الصدد على تطبيقات المحمول للاستفادة من كم المعلومات الكبير المتداول على شبكة الإنترنت وخاصة في ظل إطلاق تقنيات الجيل الرابع في السوق المصري، الأمر الذي سينعكس على كل المجالات في البترول والمياه والكهرباء والصحة والتعليم وغيرها من المجالات، وهو فرصة كبيرة لمختلف القطاعات وزيادة الاقتصاد المحلي.

وأشار فهمي إلى تطور خدمات الإنترنت، التي وصلت إلى وضع معقول ويوجد به تطور كبير ونأمل أن يصل مفهوم إنترنت الأشياء إلى هذا المستوى بوجود شبكة مخصصة للمجسات هذا بالإضافة إلى التعرف على كيفية التعامل مع هذه المجسات وهي مسئولية الدولة، التي عليها نشر هذا المفهوم.

من جهته أكد إسماعيل سعيد، نائب رئيس الشئون التقنية بالشركة المصرية للاتصالات، أنه لابد من وجود بنية تحتية قوية تتحمل حجم حركة المعلومات، والبيانات ومن الملحوظ التحديات، التي مرت بها مصر في التعامل مع التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة في الإمكانيات المحدودة للجيل الثالث لخدمات الاتصالات والإنترنت وفي الفترة الأخيرة حدثت تطورات في إطلاق ترددات الجيل الرابع والتي ستساعد في انتشار إنترنت الأشياء وتسمح توصيل أجهزة أكثر وتشجيع المستهلك النهائي من خلال تقليل تكلفة الحصول على خدمات.

وأشاد فهمي بتصريح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الخاص بطرح ترددات إضافية خلال الفترة القادمة، مشيرًا إلى أنه من المنتظر إحداث طفرة خلال العام القادم 2017 في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحويل معظم الأنظمة في مصر مثل العدادات الذكية وغيرها من الأنظمة الذكية، التي ستتغير معها كل مجريات الحياة معتمدة على تطبيقاًت أكثر ذكاء.

وأوضح فهمي أن السوق يسمح بوجود هذه التطورات، وهناك خطوات علينا تنفيذها خلال الفترة القادمة تتطلب التعاون بين كل أطراف المجتمع من مشغلين المحمول والحكومات التي لابد أن تتبنى مفهوم إنترنت الأشياء في الصحة والتعليم وغيرها بجانب مقدمي خدمات تكنولوجيا المعلومات، وأخيراً مقدمي خدمات التطبيقات والاستثمار في العنصر البشري ومساعدة الشباب على تطوير التطبيقات لخدمة السوق والمجتمع المصري لإحداث تطور كبير في سوق البرمجيات المحلي.

من ناحيته قال حسن أحمد، مسئول بقطاع السحابة بشركة مايكروسوفت، إن إنترنت كل الأشياء هو التطور الطبيعي لإنترنت الأشياء حيث أصبحت كل الأدوات، التي يحتاجها الفرد تتصل بالإنترنت وباتت المنظومة أعم وأشمل بدءا من الأجهزة المنزلية والسيارات والمباني والطيارات وصولا بالتطبيقات الحديثة، التي تشمل كافة المجالات، مشيرًا إلى أن الحوسبة السحابية هي المقوم الرئيسي لإنترنت الأشياء والتي تسمح بتبادل البيانات والمعلومات بصورة كبيرة من خلالها وتوفر أيضا الكثير من استخدامات هذه البيانات الضخمة بأقل تكلفة وأسرع وقتا.

أضاف أن هناك مشروع تجريبي تقوم به مايكروسوفت حاليا والخاص بالقطاع الصحي وهو عبارة عن نظام يسمح بمعرفة نسبة إشغال المستشفيات والأماكن المتاحة في غرف الإنعاش والمعلومات الخاصة بالمريض، مشيرًا إلى أنه يتم تطبيق هذا المشروع بإحدى المستشفيات ليصبح مثالا رائعا لإنترنت الاشياء.

وأكد أحمد أن هذه التقنية توفر العديد من المزايا للجهات الحكومية، والتي تساعدها علي اتخاذ القرار المناسب كذلك الحال في مختلف القطاعات الحيوية مثل التعليم والمرور وغيرها.

بدوره قال أحمد إمام، رئيس قطاع إنترنت الأشياء بشركة فودافون: “عندما بدأت فودافون في هذا الاتجاة منذ 5 سنوات كان لدينا حوالي 150 فردا يعملون علي هذا النحو خارج مصر، وأصبح لدينا الآن حولي 750 فردا و46 مليون عملية اتصال حيث نستطيع من خلال تقنيات إنترنت الأشياء قياس فيضان النيل والتلوث المحيط بنا مع وزارة البيئة، وأصبحت فودافون لا تقتصر فقط علي الشريحة الإلكترونية وإنما باتت شركة تقديم حلول متكاملة تخدم المجتمع كافة وتلبية لاحتياجات العملاء”.

وشدد على ضرروة التكاتف قائلا: “أصبح من الضروري أن ننفتح علي بعضنا كشركات لتقديم حلول متكاملة في ظل المنظومة التي نعمل لأجلها خاصة وأن إنترنت الأشياء يمثل نقلة قوية علي مستوى كافة القطاعات”.

وقال خالد ربيع، الرئيس التنفيذي للأعمال بشركة اتصالات مصر، إن إنترنت الأشياء هو الموجة الثالثة من التطور التكنولوجي العالمي، وهناك مفاهيم خاطئة لدى بعض الناس وهي أن إنترنت الأشياء تقنية حديثة ولكن هي موجودة بالفعل ويتم استخدامها في شتي المجالات، ونحن في اتصالات دائما ما نضع المستخدم النهائي على أولويات اهتمامنا حتى نصل في النهاية إلى تلبية احتياجاته مما يتطلب توفير الحلول المتكاملة، التي يحتاجها العميل.

وأضاف أن إنترنت الأشياء من المفترض أن يكون علي اهتمامات المجتمع ككل وليس للمستخدم النهائي فقط حيث من شأنها التأثير إيجابيا علي كافة القطاعات الحيوية في البلاد مما يتطلب القدرة علي الإبداع والاهتمام بتطبيقات المحمول، التي تساعد على مواجهة العديد من التحديات، التي يعاني منها المجتمع المصري.

وأشار ربيع إلى أن الحلول التكنولوجية الحديثة، التي تروج لها شركات السيارات العالمية صممت في مصر علي أيدي المهندسين المصريين لذلك بات من الضروري أن نهتم بالميزة التنافسية، والتي تساعدنا علي فتح باب التصدير للحلول المصرية المختلفة وعلى ضرورة أن يتحمل المستفيد الحقيقي تكلفة هذه الحلول وليس المستخدم النهائي.

من جانبه أكد فيكتور فايز مراد، مدير SE بشركة أفايا، على ضرورة الاستعداد من ناحية البينية التحتية، والتي تمثل العنصر الرئيسي لنجاح إنترنت الأشياء والتخلي عن الطرق التقليدية فضلا عن تحويل كافة البيانات الضخمة لمصلحة المواطن بالصورة التي تخدم القطاعات الأكثر تأثيرًا بالإضافة إلى أن عنصر التأمين وهو عنصر هام للغاية في إتاحة جميع الأجهزة عبر الإنترنت وضرورة الأخذ في الاعتبار المعلومات السرية المتداولة عبر هذه الأجهزة مشيرًا بذلك إلى أن أفايا لديها بعض الحلول، التي تستطيع تقديمها في هذا الشأن.

وأشار إلى ضرورة أن تتبنى الحكومة حلا للقضايا الهامة باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل قطاع الصحة والتعليم مما يتطلب وضع الاستراتيجيات السليمة من جانب كل جهة كخطوة منها نحو الطريق السليم.