المخرج والمؤلف أحمد النحاس:صناعة الدراما في خطر!

ايجى 2030 /

أكد المخرج والمؤلف أحمد النحاس أن صناعة الدراما تمر بأزمة حقيقية بسبب ارتفاع الأجور بشكل مبالغ فيه،لافتا إلي أن مجموعة من شباب الفنانين بالغت في الأرقام الخاصة بأجورهم، وأن عددا كبيرا منهم أخفقوا في السينما، فاتجهوا إلى الدراما التليفزيونية، وحصلوا على أرقام مبالغ فيها خاصة بالأجور.

 

وقال أحمد النحاس إن أزهى عصور صناعة الدراما عندما كان قطاع الإنتاج يتولى تنفيذ العديد من المسلسلات، حيث فرض على السوق حالة من الثبات والاستقرار فيما يتعلق بالأجور التي يتقاضاها الفنانون مع ضمان تقديم أعمال فنية ذات قيمة وجودة عالية ،لذا فإن كل الأعمال الدرامية التي تولى تنفيذها قطاع الإنتاج نجحت بكل المقاييس وتعد خالدة حتى الآن،وعندما ابتعد القطاع عن الانتاج تراجعت صناعة الدراما بشكل لافت،حتى أن معظم الأعمال الدرامية التي تم إنتاجها بعد ابتعاد القطاع عن الانتاج يتم نسيانها بمجرد نهاية عرضها.

 

وقال إن قطاع الانتاج لم يعدا قادرا على تنفيذ العديد من الأعمال الدرامية، بعد تخلي الدولة عن دعم اتحاد الإذاعة والتليفزيون ماديا،لافتا إلى أن أعمالا عديدة توقفت وأخرى تم إلغاء تصويرها بسبب ارتفاع أجور الفنانين .

 

ولفت النحاس إلي أنه عندما ابتعدت الدولة عن دعم الإتحاد تراجع دور قطاع الانتاج،ووجدت فضائيات خاصة الفرصة سانحة أمامها لإضعاف التليفزيون المصري وإحكام سيطرتها على سوق الفن والدراما، لذا فإن استعادة التليفزيون المصري للريادة أمر يهدد عرش القنوات الخاصة ، مؤكدا أهمية قيام الدولة بدعم اتحاد الإذاعة والتليفزيون وقطاع الانتاج لاستعادة الريادة.

 

وأوضح أنه يحق لأية جهة إنتاج تصوير أفلام تجارية لأن السينما صناعة قائمة على شباك التذاكر،أما الدراما التليفزيونية فأمرها مختلف تماما لأنها تدخل البيوت،لذا يجب على الدولة أن تدعم صناعة الدراما في ظل عدم قدرة المنتجين الجيدين على مجاراة الفضائيات الكبرى وتصوير أعمال متميزة ذات قيمة حقيقية في ظل ارتفاع أجور الفنانين بشكل مبالغ فيه.

 

وحول أبرز السلبيات في الدراما حاليا ، يقول النحاس إن معظم الأعمال الدرامية يتم البدء في تصوير مشاهدها ويتم استكمال كتابة حلقاتها أثناء التصوير،وأبطال العمل لايعلمون نهاية الأحداث،لافتا إلي أن أفضل أعمال الدراما هي التي انتهى المؤلف من كتابة حلقاتها أولا قبل بدء عملية التصوير،أما الوضع تغير حاليا نحو الأسوأ،حيث نلاحظ أن عددا من الكتاب يسيرون وفق أهواء بعض الممثلين مما يؤثر على جودة تلك الأعمال الفنية.

 

وأضاف أن من بين أبرز الأمور اللافتة أيضا قيام العديد من المنتجين بالتوقيع مع عدد من النجوم في ظل عدم وجود نص عمل محدد،لمجرد حجز هؤلاء النجوم .

 

من جهة أخرى، لفت النحاس،إلي أنه يقوم حاليا بتصوير المشاهد المتبقية من مسلسل وجع البنات ، والذي تدور أحداثه في 45 حلقة متصلة يتم تصوير أغلب مشاهده في مدينة الغردقة، منوها بأنه تم تسويق المسلسل بالاتفاق مع أحد القنوات الفضائية الكبرى لعرضه خلال الفترة المقبلة خارج السباق الرمضاني.

 

وأوضح أنه سيتم استكمال الحلقات المتبقية بنفس فريق العمل دون الإستعانة بأبطال جدد،معربا عن أمله في أن يحظى مسلسله الجديد على رضا واستحسان الجمهور،وخاصة أنه سيتم عرضه بعيدا السباق الرمضاني،لعدم رغبته في عرض المسلسل وسط الكم الهائل من الأعمال الدرامية المعروضة لكبار النجوم خلال الشهر الكريم،حيث تتعرض العديد من الأعمال الدرامية الجيدة لظلم كبير نتيجة عزوف شريحة كبيرة من الجمهور عنها.

 

جدير بالذكر أن مسلسل وجع البنات يتناول قصصا حقيقة حدثت بالفعل،وقام المخرج بمعاشيتها مع هؤلاء الفتيات طوال مدة إقامته بالغردقة،كماعايش حكايات الفتيات التي تتوجه إلي الغردقة تحت حلم الثراء الفاحش،ولكنهن يصطدمن بالواقع، وتجدن صعوبة كبيرة في الوصول إلي هذا الحلم.