مصر في إقليم متغير

إيجى 2030 /

يناقش العدد الجديد من الملف المصرى  ” مصر في إقليم متغير”  تغير أدوار الدول العربية في الشرق الأوسط وظهور فراغ سياسي لغياب الحراك العربي للدول العربية الكبرى، ويرصد مسار ومستقبل العلاقات السعودية-الإسرائيلية والنهج التي تتبعه تلك العلاقة،بالإضافة إلي تناول الاتفاق النووي مع إيران وتحولات الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، فضلاً عن سياسة روسيا للعب دور في منطقة الشرق الأوسط ، ورصد تغير السياسة الخارجية السعودية وأثر ذلك على مصر، بالإضافة إلي التحولات الإقليمية الجديدة لإيران، وإحياء عملية السلام ما بين المبادرة الفرنسية والمبادرة المصرية، فضلاً عن اتجاه تركيا لتغير أنماط سياساتها الخارجية نتيجة التحويلات الإقليمية.

ويتناول السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية المصرية السابق -في مقال خاص-تغير أدوار الدول العربية في الشرق الأوسط وظهور الفراغ السياسي لغياب الحراك العربي للدول العربية الكبرى، وتنامي نشاط الدول غير العربية في المنطقة وفي الجوار المباشر، ويشير إلى استمرار الحديث عن اتفاقية سايكس بيكو التي وقعت بين بريطانيا وفرنسا منذ مائة عام باعتبار أن هناك سايكس بيكو جديدة يتم إعدادها للعالم العربي كله. كما يوضح أن مستقبل المنطقة مرتبط بمواقف وتصرفات العرب أنفسهم، واستعداداتهم لبناء المستقبل بحكم رشيد ودون اعتماد مبالغ فيه على الغير.

كما يرصد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، مسار العلاقات السعودية-الإسرائيلية، ويوضح أنها اتخذت المسارات السرية نهجا من خلال اتجاه المسئولون السعوديون إلى عقد لقاءات سرية جرت طوال السنوات الأخيرة، كما يحلل النهج الجديد في العلاقات السعودية-الإسرائيلية بفتح مسارات التفاوض شريطة قبول مبادرة السلام العربية، وذلك مع بداية صعود تمثيل جيل الأحفاد في السلطة السعودية.

وأشار الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلي سعي الولايات المتحدة لتخفيض تواجدها في الشرق الأوسط من خلال إقامة نظام جديد لتوازن القوى، ويرصد الدوافع الأمريكية لتحقيق التقارب مع إيران في عدة اعتبارات، أحدها الدافع الشخصي للرئيس أوباما بأن يسجل التاريخ عنه أنه الرئيس الذي أعاد العلاقة مع إيران، ودافع أخر متعلق بالمصالح الأمريكية في الدخول بالاستثمارات إلي مجال البترول الإيراني، بالإضافة إلى دافع متعلق بسعي الولايات المتحدة للتوصل لتفاهمات مع إيران حول المناطق المشتعلة في الشرق الأوسط.

كما توضح الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، سعي روسيا للعب دور في منطقة الشرق الأوسط من خلال تعميق تحالفاتها الرئيسية في المنطقة خاصة مثلث “روسيا-إيران-سوريا”، كما ترصد هدف روسيا في تحقيق مصالحها في المنطقة من خلال منظور تعاوني وليس تنافسي مع القوى الكبرى الأخرى خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتشير إلى اتفاق سياسة روسية مع مقتضيات المصلحة الوطنية المصرية، في ظل تداعيات أزمة الطائرة الروسية.

وتتناول الدكتورة ياسمين فاروق، مدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، تغيرات السياسة الخارجية السعودية مع تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز الحكم، كما ترصد الاستراتيجية السعودية الجديدة مع وصول الملك سلمان إلى سدة الحكم، وحدوث تغير في دبلوماسيتها الهادئة والخروج بها من إطار دبلوماسية الكواليس والخطاب الدفاعي إلى دبلوماسية الرد وتوجيه الاتهامات علنياً، الأمر الذي جعل الدبلوماسية السعودية دبلوماسية قائدة تنطلق فتتبعها دبلوماسيات الإقليم.

كما يحلل الأستاذ محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة “مختارات إيرانية” بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أسباب تبني إيران سياسة راديكالية متشددة للتعامل مع التحولات الإقليمية التي لا تبدو هينة خاصة في القضايا التي تلعب فيها إيران دور رئيسي مثل الأزمة السورية والأزمة اليمنية، كما يشير إلي ما فعلته من تدعيم علاقتها بالقوى العالمية التي تتقارب في مواقفها مع خصومها الإقليميين، بالإضافة إلى الاتجاه لتحسين علاقتها مع القوى الإقليمية في المنطقة المعنية بحل أزمات الشرق الأوسط، ومواصلة دعم حلفائها الحاليين.

ويتناول الأستاذ محمد جمعة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عملية إحياء السلام بين المبادرة الفرنسية والمبادرة المصرية، من خلال ما أثاره حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن “السلام الدافئ” من تساؤلات وتكهنات حول الدور المصري في تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، الأمر الذي جعل القاهرة مركز اهتمام الأطراف ذات الصلة، وليست باريس التي أطلق منها المبادرة الفرنسية لحل القضية. كما يوضح موقف إسرائيل من كل من المبادرتين، حيث رفضت المبادرة الفرنسية ورحبت بمبالغة مقصودة بالمبادرة المصرية رغبة في أن تكون الصفقة المطروحة هي قبول إطار شكلي دولي للتفاوض مقابل دخول عربي علني.

ويشير الدكتور محمد عبدالقادر خليل، رئيس تحرير مجلة “شئون تركية”، اتجاه تركيا لتغيير سياستها الخارجية، كما وضح تحركات تركيا تجاه التطبيع الدبلوماسي مع إسرائيل، وانطلاق هذه التحركات من خلال عدة ضغوط داخلية وخارجية، شملت التغير القيادي بمجيء بن علي يلدريم، وتصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في الداخل التركي، وترشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، كما أكد على حاجة أنقرة إلى السعي إلى التهدئة مع مختلف الفواعل الإقليمية والدولية، في ظل ما تشهده تركيا من تفاعلات سياسية وأمنية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة.

 

تصدر دورية “الملف المصري” شهريا عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وهي تهتم بتحليل التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية في مصر.