فاروق جويدة :حسين كامل بهاءالدين

فى هدوء رحل د.حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم الأسبق واحد الرموز التى عايشت أكثر من عهد ونظام كان رجلا بسيطا متواضعا مثقفا منذ بدأ مشواره فى العمل السياسى فى منتصف الستينيات فى منظمة الشباب مع نخبة من مثقفى اليسار المصرى فى تجربة لم تعش طويلا وان كانت تمثل مشروعا شبابيا واعدا فى ذلك الوقت وانتهى مع نكسة 67 كان د.حسين رجلا مجاملا محبا لأصدقائه دائم السؤال عنهم وكان طبيب أطفال شهيرا وسياسيا من طراز رفيع عايش العمل السياسى فى كل العهود وكان مخلصا لدوره ومسئولياته فلم يرتبط بعهد معين وان بقى ناصرى الهوى فقد بدأ رحلة شبابه فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقد ظل وزيرا للتربية والتعليم فترة طويلة وهو صاحب القرار الشهير بتجريم الضرب فى المدارس وقد لاقى هذا القرار ترحيبا واسعا من المصريين فى ذلك الوقت وقد أدار د.حسين كامل بهاء الدين المؤسسة التعليمية فى مصر فى إطار ما كانت تحدده الدولة من أموال فى الميزانية لهذا القطاع المهم وان كانت طموحاته فى تطوير منظومة التعليم قد تراجعت كثيرا أمام ضعف الإمكانيات وعجز الدولة عن توفير الميزانية اللازمة لسياسة تعليمية أكثر تطورا..كتب د.حسين بهاء الدين أكثر من كتاب حول مستقبل التعليم فى العالم فى ظل ثورة التكنولوجيا وبقيت لديه أحلام كثيرة ان نلحق بالعصر لأن التعليم هو العنصر الاساسى فى بناء مستقبل وإنسان أفضل..كانت له صداقات كثيرة طوال سنوات عمله فى أكثر من مكان وكان دائما حريصا على التواصل والسؤال وهو فى موقع المسئولية او بعيدا عنها..وفى السنوات الأخيرة اعتكف فى بيته بعيدا عن المناصب والمسئوليات وكانت لديه مشروعات كثيرة ليقدم تجربته فى العمل السياسى وفى التعليم فى آخر مؤلفاته لم ينس ان يتحدث عن ثورة يناير وحق الشباب فى المستقبل خاصة أنه بدأ مشواره فى العمل العام مع الشباب منذ أكثر من خمسين عاما حين كان احد المؤسسين لمنظمة الشباب المشروع الذى لم يكتمل..رحم الله د.حسين كامل بهاء الدين كان صديقا فاضلا ومثقفا من طراز رفيع. صحيفة الاهرام