ثورة 30 يونيو تصدت لتقسيم مصر وغزو المنطقة العربية

إيجي 2030 /

نظم حزب شباب مصر بالأمس ندوة لمناقشة كتاب ” عبد الفتاح السيسى : الجنرال الذى غير وجه التاريخ ” للكاتب الصحفى الدكتور أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر والتى كشفت الستار عن أسرار ثورة 30 يونيو وأسبابها الحقيقية والنتائج التى ترتبت عليها والمقدمات الدولية التى أدت إليها .

وقال أحمد عبد الهادى مؤلف الكتاب خلال الندوة أن ثورة 30 يونيو لم تكن موجهة فحسب للحكم الإخوانى الذى إحتل مصر وحولها إلى واحدة من عزب المرشد العام للجماعة ولكنها تصدت لأكبر غزو عالمى كان يخطط لإحتلال المنطقة وإعادة تقسيمها من جديد وفى المقدمة منها جميعا مصر بعد تسريح كل جيوشها خاصة الجيش المصرى الذى كان يعتبر ضمن هذه الخطة باعتبار أنه أحد أهم معوقات إحتلال مصر والمنطقة العربية .

وقال عبد الهادى أنه بحث ولمدة عام كامل عن أسرار خطة إحتلال المنطقة وإعادة رسم ملامحها  والأسباب التى دفعت الولايات المتحدة الأمريكية لدعم الحكم الإخوانى وضم كل ماتوصل له لصفحات كتابه الجديد ” عبد الفتاح السيسى : الجنرال الذى غير وجه التاريخ ” مشيرا إلى أن أميركا وضعت إستراتيجية كاملة للسيطرة على المنطقة وثرواتها ووضعت الخطة أمام مجموعة الثمانية الكبار فى العالم والتى تضم ” أمريكا . اليابان . ألمانيا . روسيا الاتحادية . إيطاليا . المملكة المتحدة . فرنسا . كندا” والذين إتفقوا جميعا على تنفيذ هذه الخطة والتى تعتمد على تسخير الشباب لتنفيذها والإستعانة بجماعة الإخوان التى عقدوا صفقة مع قادتها والتى تتضمن توصيلهم لحكم مصر مقابل تنفيذ كل رغبات واشنطن فى نفس التوقيت الذى تم فيه الإتفاق مع شركات ومؤسسات الإنترنت الكبرى مثل الفيس بوك وتويتر وجوجل لإستغلال إمكانياتهم فى التواصل مع الشباب المصرى الذى تم تدريبه على إنشاء حركات شعبية تقود الشعب المصرى لثورات ظاهرها الثورة على الأنظمة القمعية وحقيقتها تنفيذ خطط الفوضى الممنهجة عقب إشعال ثورات الربيع العربى . وهو أمر تم تنفيذه حرفيا فى المنطقة وخرجت دول العراق وليبيا وسوريا من الخريطة الجغرافية للمنطقة وبقيت مصر فى المواجهة والتى وضعت أمريكا خطة تفكيك جيشها عبر مظاهرات إقتادها شباب 6 إبريل الذين تم إعدادهم لهذا الغرض والذين طالبوا بما سمى ” إسقاط حكم العسكر ” والتظاهر ضد القوات المسلحة ومحاولة توريطها والزج بها فى مواجهات مع الشعب والمطالبة بمحمد البرادعى رئيسا للبلاد  .

وقال الدكتور أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر خلال الندوة أن الأزمة التى تعانيها المنطقة العربية أنها لاتقرأ حيث تم نشر مخطط الفوضى وإعادة تقسيم المنطقة وإحتلالها منذ سنوات طويلة مدللا على مايقول بما نشر فى مجلة يصدرها البنتاجون الأمريكى  فى شهر فبراير عام 1982  حيث نشرت مجموعة من المقالات الخطيرة والتى تتضمن معلومات غاية فى الأهمية حول خطة تم تدارسها سرا فى أروقة البيت الأبيض ومكاتب الموساد الإسرائيلى لتقسيم مصر وقال أن هذه  المقالات لم تنشر فقط فى مجلة البنتاجون  بل نقلتها حرفيا مجلة كيفونيم التى تصدر بإسرائيل . والتى كشفت عن إعتماد خطة تقسيم مصر لأربعة دويلات على نشر الفوضى فيها بعد تفكيك القوات المسلحة

وأوضح أحمد عبد الهادى أن نفس خطة الفوضى والإحتلال الجديد الذى كانت تخطط له أمريكا نشرها شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلى زعيم حزب العمل عام 1993 فى كتابه الشهير ” الشرق الأوسط الجديد ” حيث أكد على أهمية جمع دول الشرق الأوسط فى سوق مشتركة كحل نهائى للنزاعات بين إسرائيل والعرب . ودمج إسرائيل فى المنطقة بعد إعادة تشكيلها من جديد عبر فوضى وثورات مخطط لها لتصبح الشرق الأوسط وليست المنطقة العربية . وتصبح إسرائيل خلال هذا المشروع هى المهيمنة والقوية والمسيطرة على مقدرات المنطقة .

وذكر رئيس حزب شباب مصر أن واشنطن وباسم الديمقراطية دمرت العراق وقامت بتسريح جيشها  ثم إتجهت لسوريا واليمن وليبيا  ونجحت فى إثارة الفوضى داخل مصر عبر الشباب الذى قامت بتدريبه وكانت على وشك تنفيذ مخططها لولا تماسك القوات المسلحة المصرية وفطنة الشعب المصرى مشيرا إلى أن خطة أمريكا لإثارة الفوضى وتقسيم مصر إعتمدت على الإعلام حيث قال ديفيد وارمرز المستشار والمسئول عن قسم الشرق الأوسط فى فريق ديك تشينى النائب السابق للرئيس الأميركى جورج دبليو بوش فى تصريحات سابقة بالنص ” لابد أن نجد إسطبلا من الإعلاميين والمثقفيين العرب يشبه سفينة نوح . الأحصنة فى هذا الإسطبل وظيفتهم أن يقولوا دائما أن سوريا وإيران هما المشكلة . أما الحمير فهم من يصدقوننا بأننا نريد الديمقراطية . أما حظيرة الخنازير الذين يقتاتون على فضلاتنا فمهمتهم كلما أعددنا مؤامرة أن يقولوا أين هى المؤامرة ؟ ..  ”

وأشار أحمد عبد الهادى مؤلف كتاب ” عبد الفتاح السيسى : الجنرال الذى غير وجه التاريخ ” فى الندوة أنه وعقب فوز باراك أوباما برئاسة أمريكا قرر أن يلقى خطاب فى جامعة القاهرة واشترط عدم حضور حسنى مبارك رئيس مصر آنذاك خطابه وقال أوباما لهيلارى كلينتون يومها (أنا آخر رئيس أمريكى يزور مصر ) باعتبار أنه وخلال فترة وجيزة ستختفى مصر التى يعرفها العالم ليظهر مكانها دويلات وفرق متناحرة .

وذكر عبد الهادى أن أمريكا عدلت سياستها تجاه الإخوان فور  صعود أوباما للحكم وأكدت أن  وجود الإخوان يفيد مصالح واشنطن فى جعل منطقة الشرق الأوسط أكثر فوضى ويساعد على إعادة صياغة المنطقة كما تتمنى الإدارة الأمريكية  وقد بدأت أمريكا فى تنفيذ تحركاتها مع جماعة الإخوان حيث كان هناك اتفاقا سريا تم فى شهر نوفمبر 2011 عقب أحداث الفوضى التى شهدتها مصر بعد ثورة يناير والإتفاق تم فى فرانكفورت بين فريق من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقيادة مدير الوكالة نفسه ديفيد بتريوس وممثليين عن قيادة الإخوان المسلمين فى مصر وتضمن الاتفاق على الدور الذى سوف يلعبه الإخوان . وفى بداية شهر يناير 2012 التقى وليم بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركى مع محمد مرسى بصفة الأخير رئيسا لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للإخوان المسلمين وتم الإتفاق على وصول الإخوان لحكم مصر مقابل المساعدة فى تنفيذ خطة تفتيت مصر وتفكيك جيشها وكانت قطر وتركيا هما الوسيط والداعم المالى والسياسى والإستراتيجى المباشر للإخوان . وعقب وصول الإخوان لحكم مصر تحولت الدولة لعزبة خاصة بالإخوان وتم فتح حدودها أمام الجماعات الإرهابية التى توغلت فى قلب سيناء وفى كل محافظات مصر لتساهم فى تنفيذ مخطط التقسيم . فى نفس التوقيت الذى تم فيه الإطاحة بالمشير طنطاوى وزير الدفاع وبدأت الجماعة الإخوانية فى البحث عن بديل ضعيف خاضع لفكر وتوجهات وسيطرة الإخوان ويتلقى التعليمات مبتسما . ولم يكن على ساحة القوات المسلحة شخص محدد  إنما كان هناك  اللواء أركان حرب عبد الفتاح السيسى الذى يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع والذى كان بمثابة همزة وصل بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبين الإخوان أثناء ترتيب مرسى للانتخابات الرئاسية  . وكان السيسى ينقل وجهة نظر القوات المسلحة بأمانة وصدق للإخوان وينقل وجهة نظر الإخوان للقوات المسلحة فتصورت الجماعة أنه شخص غير مشاكس بطبعه  وأنه يسهل السيطرة عليه  دون أن تعرف تاريخه وثقافته وفكره وعقليته التى تتسم بالهدوء والتفكير الإستراتيجى المخادع  … فتم الإطاحة بالمشير طنطاوى فى الثانى من أغسطس عام 2012 وتقرر تعيين عبد الفتاح السيسى وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة وأصبحت رتبته فريق أول وأعلن الإخوان فرحتهم به حتى أنهم قالوا عنه  أنه وزير دفاع بنكهة الثورة .  وأعلن عدد من وسائل الإعلام أن السيسى هو واحد من الذين كانوا ينتمون للإخوان سرا وانكشفت حقيقته بقرار مرسى

وقال الدكتور أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر خلال حديثه  أن عبد الفتاح السيسى ظهر على مسرح الأحداث بقوة فى شهر نوفمبر 2012 عندما أصدر مكتب الإرشاد إعلان دستورى كله سلبيات وعوار وسط مناخ مشتعل مابين مصرع عشرات التلاميذ بسبب حوادث القطارات والاعتداء على المتظاهريين واهتزاز قرارات محمد مرسى … وهطله … وعبطه … وتحكم خيرت الشاطر والمرشد فى كل صغيرة وكبيرة فى قصر الرئاسة … وتغول الجماعات الإرهابية فى قلب سيناء وتمزيق العلاقات المصرية مع الكثير من الدول . وقد إعترضت  القوى السياسية على هذا الإعلان الدستوى وإتفقت على إشعال المظاهرات إحتجاجا عليه فى حين أصدر مكتب الإرشاد تعليماته لعناصر الجماعة الإخوانية بالزحف إلى قصر الاتحادية لتأييد الإعلان الدستورى وفى محاولة لإنقاذ مصر من الإنهيار وتنفيذ مخطط الفوضى فيها دعا عبد الفتاح السيسى لحوار يجمع القوى الوطنية والذين وافقوا على المشاركة وهو ما أثار حفيظة الإخوان الذين إعترضوا على إتمام الحوار خاصة وأن نفس القوى الوطنية رفضت الحوار مع محمد مرسى وجماعة الإخوان .

وأشار أحمد عبد الهادى أن الأمور تصاعدت وتفاقمت فى مصر بسرعة غير عادية جراء ممارسات الجماعة الإخوانية وإقصائها لكل القوى السياسية الأخرى وبسبب الأخطاء الكارثية التى تصاعدت وإستباحة الإرهابيين لأرض مصر . مما جعل القوى السياسية تأخذ قرارها باشعال التظاهرات فى 30 يونيو عام 2013 .  وهو أمر جعل الفريق أول عبد الفتاح السيسى ومعه الفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة واللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع واللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية والفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى وقادة الأفرع الثلاثة يتوجهون جميعا لقصر القبة لمقابلة محمد مرسى وحذره السيسى من انهيار الأوضاع فى البلاد والانشقاق الذى حدث داخل جدران الوطن وقال لمرسى أنه فى حالة انهيار الأوضاع داخل مصر ستنهار المنطقة بأثرها وتنتهى من على خارطة العالم كل الدول الحالية وطالب السيسى بسرعة إجراء استفتاء جماهيرى حول إجراء انتخابات رئاسية مبكرة واقالة المستشار طلعت إبراهيم النائب العام ومنح مجلس القضاء الأعلى صلاحية اختيار نائب عام جديد وتغيير الحكومة واستبدالها بحكومة وطنية وتشكيل لجنة محايدة لإجراء تعديلات دستورية تتوافق عليها القوى السياسية .  لكن مرسى رفض الأمر وطلب إستعداد الجيش المصرى لاستقبال عناصر من الجيش السورى الحر من أجل تدريبهم حيث تعهد مرسى بتقديم الدعم للتخلص من بشار الأسد  فاحتد السيسى وقال له : تأكد تماما ياسيادة الرئيس أننا لن نكون أبدا خنجرا فى الظهر ضد أى دولة عربية مهما كانت النتائج .

وفى اليوم التالى أعلن عبد الفتاح السيسى عن إعطاء مهلة لجميع القوى السياسية لمدة أسبوع للتفاهم فى نفس التوقيت الذى إشتعلت فيه ثورة الغضب فى 30 يونيو 2013م  وإرتفع صوت المتظاهريين عاليا ” إنزل ياسيسى … مرسى مش رئيسى ”  وكان وجه السيسى يطل من خلف أجهزة الكمبيوتر وشاشات التلفزيون التى ترصد المشهد من أعلى فى مركز العمليات 66 بمبنى وزارة الدفاع … ووصل عدد المتظاهريين إلى 33 مليون متظاهر حسبما أشارت قناة الــCNN نفسها  وقرر الشعب المصرى عن بكرة أبيه التواجد فى المياديين حتى انجلاء الغمة الإخوانية مهما كلفه ذلك من ثمن

وقال أحمد عبد الهادى أن القيادة العامة للقوات المسلحة عقدت اجتماعا للتباحث فى تطورات الموقف خاصة بعد أن انفجرت المظاهرات بشكل غير مسبوق فى تاريخ مصر .  ونتائج الاجتماع أعلنها الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع فى بيان تناولته كل وكالات الأنباء العالمية أعلن فيه عن إعطاء مهلة أخرى لمدة (48)  ساعة كفرصة أخيرة  لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذي يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر في تحمل مسؤولياتها . وحذر السيسى من أنه  إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزامًا على القوات المسلحة التدخل استنادًا لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحترامًا لمطالب شعب مصر وتعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة  بما فيها الشباب .

وأوضح أحمد عبد الهادى أنه وفى 3 يوليو 2013 وعندما لم تستجب جماعة الإخوان والرئيس الإخوانى لمطالب الشعب المصرى أعلن عبد الفتاح السيسى عن خارطة طريق تضمنت تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت . وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيساً جديداً. وتشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة .

وفى نهاية كلمته قال الدكتور أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر أن ثورة 30 يونيو وقيادة عبد الفتاح السيسى للبلاد عقبها لم تتصدى للخطر الإخوانى فحسب ولكنها أجهضت أحلام وطموحات قوى عالمية كانت تخطط للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط بعد تفتيته وهو أمر أدى لهياج غير عادى لدى هذه القوى العالمية والتى لاتعدم وسيلة من أجل إعادة الهجمة على مصر والمنطقة بأثرها بصفة مستمرة وفى صور شتى  معلنا عن رهانه على ذكاء عبد الفتاح السيسى فى إدارة الوضع المصرى فى مواجهة الخطر الخارجى والذى أثبت أنه يملك عقلية إستراتيجية تتعامل بحنكة وذكاء مع الحروب القادمة من الداخل والخارج حيث نجح فى تحقيق إنتصارات متتالية على كل القوى المناهضة لإستقرار ونهضة الوطن .