الإمام الحسين …. الثائر الحق

إيجى 2030 /

صدر حديثا للزميل الكاتب الصحفى (حسين الطيب) الباحث فى سيرة أهل البيت و أولياء الله الصالحين كتابه الجديد من سلسلة أهل البيت ( الإمام الحسين .. الثائر الحق ) حيث جاء الكتاب فى 140 صفحة تقريبا من القطع الكبير .. وبالنظرة السريعة بين دفتى الكتاب نجد أن الكاتب حسين الطيب قد قدم لنا دراسة نقدية ممنهجة فى موقعة كربلاء الشهيرة و ما سبقها و تلاها من أحداث مفسرا فى دراسته الأسباب و الدوافع لخروج الإمام الحسين من المدينة إلى العراق محللا لها و لأسبابها ..

كما قدم سردا لسيرة الإمام الحسين و أشهر المواقف فى حياته و أيضا قدم لنا الكاتب حصرا لما حوته كتب السيرة و الأحاديث فى مناقب الإمام الحسين .. و من الملاحظ أن الكاتب لم يترك صغيرة و لا كبيرة فى أحداث كربلاء إلا و تعرض لها بالسرد و العرض و الشرح و التحليل .. و ليس هذا و حسب بل ربط الكاتب فى إصداره بين الماضى و الحاضر حيث وضع مقارنة بين ثورة الحق للامام الحسين و ثورات الربيع العربي و الأحداث التى أنتجتها تلك الثورات و الانقسامات التى شهدها وطننا العربي بتيجة لها .. كما قدم فى كتابه الأدلة التاريخية و الأثرية على وجود الرأس الشريفة بمصر المحروسة .. و أيضا لم ينس حسين الطيب فى مؤلفه ( الإمام الحسين .. الثائر الحق ) أن يقدم لنا أشهر و أهم ما قاله الغرب و المفكرون العرب و المسيحيون عن الإمام الحسين رضي الله عنه . وقد ذكر الكاتب فى مقدمته : لم يعرف التاريخ البشري ثائرًا للحق وفى الحق وبالحق, إلا الإمام الحسين بن على بن أبى طالب رضوان الله وسلامه عليهما, ابن الدوحة المحمدية, ووريث الأنوار الرحمانية, وحامل لواء الإمامة الإلهية .. ولأنه الثائر الحق الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء فكان لزامًا علينا بعدما تلاطمت الأحداث, وتداخلت المعطيات, وفقدت النتائج صوابها, وتطايرت شرارات الثورات فى الوطن العربى, وبين شرارة حق وشرارة باطل, عجزت العقول عن اتخاذ المواقف والقرارت منها .. ولهذا فنحن لسنا مع أو ضد أى شرارة أحرقت أو أصلحت, وإنما تركنا المواقف لكل ذى قلب سليم لبيب بالأمور وأسرارها .. ولكن على الشاطئ الآخر من أعظم ملحمة شهدها التاريخ الإنساني لنصرة الحق المبين, وما جاء به رسول الله♀ من رب العالمين فكان الإمام الحسين هو القدوة والنبراس فى تلك الأحداث السواد, حتى نهتدى بسيرته الجريئة الشجاعة وإقدامه فى إعلاء كلمة الحق ولو كره الكافرون والكاذبون والمنافقون والمتشدقون بالدين, واتخذوا من كتاب الله وسنة رسوله عباء ليستتروا تحتها بخبثهم ومكرهم وغرائزهم الدنيوية التى تنتشى وتصل ذروتها على كرسى السلطان .. أما على النقيض فيقم مولانا الإمام الحسين زاهدًا فى الدنيا ونعيمها, رافعًا راية الحق رغم أنف المكذبون المتاجرون بالدين فهو الذى نحله جده المصطفى صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صفات الجرأة والشجاعة, فكان الإمام الحسين عليه رضوان الله وسلامه هو الثائر الحق فى مكان و زمان, ولذا استلهمنا سيرته الطيبة الطاهرة المباركة بإذن رب العالمين, ومواقفه الشجاعة المؤزرة من الواحد القهار فى ثورته ضد الظلم والطغيان ونقض العهود ونشر الفساد بين أرجاء المسلمين, فكانت ثورته المشهودة من أهل الأرض والسماء ضد يزيد الملعون وثبات موقفه ووحدة رأيه ومن معه ضد الباطل .. فجاءت ثورته خير دليل نستنير به تلك الأيام السواد التى عاشها ويعيشها الوطن العربى تحت وطأة ثورات الربيع العربى بحلوه ومره.