فاروق جويدة :الإسلام بين الرحمة ودعاوى الباطل  

تبدو المسافة قصيرة للغاية ويبدو الوقت اقصر ما بين حدثين في دولة واحدة وفى زمان واحد إنها الفرق بين جنازة مبهرة ودع فيها العالم إسطورة الملاكمة محمد على كلاى المواطن الامريكى الذى تحدى العالم وهو يعلن إسلامه وتحدى الدولة وهو يرفض الذهاب للحرب في فيتنام..وكان الوداع جميلا وراقيا وحارا وحشود المسلمين في أمريكا من السود والبيض والديانات الأخرى يشاركون في وداع كلاى..أقيمت الصلاة على جثمانه طبقا للشريعة الإسلامية وكانت حشود المصلين تردد الله اكبر لا اله الا الله محمد رسول الله.. هذه الصورة وهذا الوداع الراقى اذهل العالم وتناقلته وسائل الإعلام تأكيدا على سماحة الإسلام..بعد ساعات قليلة وفى مكان في نفس الدولة أمريكا شهد ملهى اورلاندو عملية إرهابية راح ضحيتها 50 قتيلا وأكثر من 50 جريحا..وبعد ساعات قليلة أعلنت داعش مسئوليتها عن المذبحة التى قام بها شاب افغانى يدعى عمر متين..هذه الصورة التى حملت جنازة كلاى وبجانبها صورة المذبحة التى سقط فيها مائة شخص ما بين قتيل وجريح تضع العالم الإسلامى كله أمام حقيقة دامية ما بين إسلام التسامح والإسلام باسم الإرهاب ولا شك ان هذا التناقض الشديد في الفكر والمواقف بين دين يدعو للرحمة وهى حقيقة الإسلام وتدين كاذب ومضلل يدعو للعنف والقتل والإرهاب..ان أعداء الإسلام وما أكثرهم يحاولون دائما تشويه صورته ولا شك ان فريقا من فرق الضلال من دعاة الإسلام أساءوا للإسلام والمسلمين..أمام الإعلام الغربى سوف تتراجع صورة جنازة محمد على كلاى بعد ساعات قليلة من هذا الحدث الكبير لتحل مكانها جثث ضحايا اورلاندو وسوف يجد أعداء الإسلام عشرات بل مئات الصور التى يتحدثون فيها عن القتل والإرهاب باسم الإسلام وهو برئ من هؤلاء الذين استباحوا دماء الناس بالباطل..لقد تأخر العالم كثيرا في مواجهة فكر الإرهاب حتى استشرى وأصبح الآن يهدد العالم كله ولم يعد قاصرا على مجتمعات فقيرة تأصل فيها التطرف الفكرى امام الجهل والفقر والنظم الفاشية واذا لم تتوحد كلمة العالم بشرقه وغربه على مواجهة فكر الإرهاب فلن ينجو احد وسوف يتحول إلى بركان يدمر العالم كله

نقلا عن الاهرام