محمد حبيب :تخريب العقول 

مازلنا فى الشهر الكريم، ومازال المواطن يشكو من ارتفاع الأسعار، والتى فاجأته دون مبررات، إلا شماعة أزمة الدولار وتوفيره وقيمة الجنيه، وهى التى يشار إليها بحالة السعار والجشع التى انتابت بعض التجار، واستغلال الظروف والأزمات الاقتصادية التى يعيشها المجتمع، وكأنهم يعيشون فى أبراج محصنة من الأمراض والموت وحساب الله، طالما هربوا بعيدين عن يد الدولة وأجهزتها الرقابية.

فى كل مكان نذهب إليه، نتلقى شكاوى قد تكون شكوى واحدة حول زيادة أسعار السلع، وخاصة التى ليس لها أية صلة بالواردات التى يتم شراؤها بالعملة الأجنبية، والدخول التى لا تزيد بنفس النسب، بالإضافة إلى حالة التخزين المستمرة من بعض التجار لتعطيش السوق، ويقابلها تخزين بعض الأسر للعديد من السلع الرئيسية، والتى يحتاج إليها المواطن يوميا، تحت أعذار أنها تختفى فى شهر رمضان، والبائع يرفع من سعرها.

 

الواضح أن هناك خلطا بين الحلال والحرام، وأزمة ثقة بين المواطن من ناحية والبائع والتاجر من ناحية أخرى، وبين مفهوم امتلاك المال عند المواطن وحق شراء السلع للجميع، وثقافة الغذاء والاحتياجات الفعلية، بالإضافة إلى حب الامتلاك وحرية الاتاحة للآخرين، وجميعها أمراض نفسية اجتماعية يحاربها الإسلام، ويشدد ويحذر منها لأنها تدمر حياتهم، وهى السبب الرئيسى فى الكرب والبلاء.

 

ومن الواضح أيضا أن هناك تخريبا قد حدث فى العقل بفعل فاعل، فأصبح يتخبطه حب الذات والطمع، وانعكس على المفاهيم فبات البعض يتصرف ويعيش حالة الأنانية، والكسب غير المشروع، والخوف اللاإرادى من الغد، نسوا الله فأنساهم أنفسهم.

نقلا عن الاهرام