عمرو خالد: حب الناس من أعظم معاني التدين

ايجى 2030 /

وصف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، الإسلام بأنه دين الإنسانية، والتي لخصها بقوله، هي: حب الإنسان في ذاته كإنسان، بغض النظر عن دينه، لونه، عرقه، مستواه، مشيرًا إلى أن القرآن هو كتاب للإنسان قبل المسلمين، وهناك سورة فيه تحمل اسم “الإنسان”، وقد وردت فيه كلمة الإنسان 63 مرة، وكلمة الناس 340 مرة، وكلمة البشر 37 مرة.

 

واعتبر «خالد» في ثامن حلقات برنامجه «طريق للحياة» المذاع على قناة «إم بي سي مصر»، حب الناس “أعظم معاني التدين”، مدللاً بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، موضحًا أن المراد بأخيه هنا كل الناس، فلن يكتمل إيمان المسلم بالله حتى يحب الناس، ولن يحبه تمام الحب حتى يحب صنعته.. فإن حب الصنعة من حب الصانع.

 

وعاب “خالد” على قطاع كبير من المتدينين فى فهمهم الخاطئ لهذه المسألة، فهناك من وصفه بالتدين القاسي ضد الإنسانية، والتدين العنصري، الذي يقوم على عبادة الله بكراهية غير المسلمين، وتدين الكراهية والغل، والتدين الذي لا يحترم تنوع البشر.

 

وقال الداعية الإسلامى إن مثل هذه الأفكار المغلوطة هي التي تخرج المتطرفين والإرهابيين، فهناك أناس نزعوا الإنسانية من الدين من أجل الصراع والعنف والتطرف، انطلاقًا من قيم الكراهية والعنصرية والمفاهيم الخاطئة عن “الولاء والبراء”، الذي هو في حالة الحرب فقط.

 

وتحدث “خالد” عن العديد من المواقف الإنسانية في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك عندما هاجر إلى الطائف، أتاه ملك الجبال وهو حزينًا مهمومًا، بعدما تعرض للأذى والتنكيل، وقال له: “لو أمرتني اطبق عليهم الأخشبين”، لكنه صلى الله عليه وسلم يرد بكل إنسانية: “لا عسى أن يخرج الله من بين أصلابهم من يعبد الله”.

 

وأشار إلى أنه عندما هاجر النبي إلى المدينة كان دليله في رحلته عبد الله بن أريقط، ولم يكن مسلمًا، لكنها الإنسانية التي جعلت النبي يرى فيه الخير حتى لو كان غير مسلم، لافتًا إلى أنه على الرغم من محاولة اليهود قتله 3مرات، إلا أنه عندما مرت جنازة يهودي وقف النبي لها، فيقول الجلوس: إنها جنازة يهودي، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أليست نفسًا”.

 

وشدد “خالد” على ضرورة إحياء النزعة الإنسانية في الدين، وإعادة الجمال والروح للدين، مهاجمًا التيارات الإسلامية المتشددة التي قال إنها نزعت الإنسانية من الدين مقابل العنف والصراع والكراهية.