فاروق جويدة: ولد الهدى

غنت كوكب الشرق أم كلثوم أربع قصائد من شعر أمير الشعراء احمد شوقى عن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام..فى قصيدة نهج البردة عارض شوقى قصيدة البردة للإمام البوصيرى وكان مريضا بالشلل وجاءه الرسول «عليه الصلاة والسلام» فى المنام والقى عليه بردته الشريفة فشفاه الله من المرض ليكتب واحدة من أشهر القصائد فى الرسول(ص).

 

وقد عارضها أى قلدها وزنا وقافية أكثر من 200 شاعر وللبردة مكانة خاصة عند الصوفية فهى ليست شعراً جميلا فقط ولكنهم يتبركون بها ويتغنون بها فى مجالس الذكر..وقد غنت أم كلثوم ثلاث قصائد أخرى هى ولد الهدى وإلى عرفات الله وسلوا قلبى وفى قصيدة ولدى الهدى تحدث شوقى ببراعة عن الإسلام دين الرحمة والعدالة وفى سلوا قلبى انطلق شعر شوقى وهو يتغنى بفضائل وأخلاق المصطفى عليه الصلاة والسلام، ورغم ان إلى عرفات الله كانت عن فريضة الحج الا أن أمير الشعراء انطلق منها إلى آفاق من الجمال والعدل والمساواة كما جاءت فى حياة الرسول..

 

ويبدو أن أم كلثوم انبهرت بشعر شوقى عن الرسول والإسلام والعقيدة السمحاء، وإذا كانت قد تألقت فى عامية رامى وإعجازها الجمالى وهو يتغنى بالحب فانها فى قصائد شوقى عن الرسول عليه الصلاة والسلام قد اختارت أجمل ما كتب فيه..

 

وقد كنت أرى دائما أن شوقى أعظم شاعر مدح الرسول وكنت قد سمعت رواية عن الشيخ متولى الشعرواى رحمة الله عليه أن شيخ الأزهر فى الأيام الأخيرة من حياة شوقى رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فى المنام وحسان بن ثابت رضى الله عنه شاعر الرسول يقدم له الشعراوى وسأل الرسول وأين شوقى وفى اليوم التالى ذهب شيخ الأزهر يزور شوقى فى بيته فى الجيزة فقيل له ان شوقى، مريض ولا يعرف احدا ورحل شوقى بعد أيام..

 

ما بين شوقى وأم كلثوم والسنباطى رحلة إبداع جميلة ممتعة فى رياض المصطفى عليه الصلاة والسلام ما بين نهج البردة وهى من أجمل ما غنت كلاما ولحنا وأداء وسلوا قلبى حيث الرقة والعذوبة والصدق أما ولد الهدى فهى رسالة حب صادقة إلى المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام

نقلا عن صحيفة الاهرام