فاروق جويدة: امرأة عاصفة 

هناك تشابه غريب بين الطبيعة والمرأة..في الطبيعة فصول ومواسم..وفى المرأة تناقضات تختلف فيها الطباع والصفات كأنها المواسم..والمرأة حين تحب يمكن ان تكون عاصفة وربما كانت نسمة وربما صارت زلزالا..ان المرأة العاصفة لا أمان لها إنها تثور في اى وقت وتنطلق بلا ميعاد وقد تعصف بكل شىء انها اذا احبت لا تعرف الزمن والوقت والحدود..إذا أحبت رجلا فإنها لا تقبل الشراكة فيه وهى قادرة على ان تحتويه كل الوقت، إنها تملك كل شىء فيه الزمن والمشاعر..

 

وإذا شعرت في لحظة انه لم يعد لها انقلبت عليه ليجد نفسه عاريا في الصحراء أمام عاصفة لم ترحمه..والمرأة العاصفة لا ترجع للوراء ولا تقبل التسامح ولا تعترف بالمواسم والفصول لأنها كل المواسم وكل الفصول..وفى النساء تجد المرأة النسمة وهى رقيقة حالمة تعبر على وجهك وتشعر انها ملاك يحلق في الكون جمالا وعطرا وأنوثة..انها تحتويك بلا صخب وتملك كل شىء فيك دون ان تطلب ذلك، انها قادرة على ان تحتل الأرض بلا جيوش ولا ضجيج..

 

ان رقتها هى سلاحها الأقوى وأحلامها الناعمة هى التى تفرض عليك الوصاية..وهى حين تجئ لا تحب السفر انها عادة تفضل ان تستريح على شاطئ لأنها لا تحب الرحيل..والمرأة النسمة تمنحك كل شئ دون ان تطلب انها تعرف مفاتيح قلبك ولا تحتاج من يساعدها للوصول إليك..وهى أرقى انواع النساء..إنها في الأشجار تشبه الورود وفى الشواطئ تشبه الأنهار وفى الأزمنة تشبه اشراقة الصباح..النوع الثالث من النساء هو المرأة الزلزال أو البركان وهذه اخطر النساء شراسة وقوة..

 

انك تعرف بريق عينيها من آلاف العيون, لأنها تصدر شعاعا غريبا تجذب به كل أنواع الرجال وهذه المرأة لا تهدأ أبدا ولا تستطيع وانت تنام في أحضانها ان تعرف متى تلقيك بعيدا ومتى تشعر بالدفء معها..انها تحبك ولكنها تعشق نفسها أكثر وهى لا ترى في الكون شيئا أهم منها حتى لو أحبت..وهذه المرأة الزلزال تبدأ رحلتها حين تهتز الأرض تحت أقدامها وتنتهى حين ينطلق البركان وما بين الزلازل والبركان يسقط الكثير من الضحايا لتعيد المرأة تشكيل الحياة وتبدأ مشوارها مع زمان جديد. نقلا عن صحيفة الاهرام