رسالة بمناسبة يوم البيئة العالمي

ايجى 2030 /

 

يُسلِّط الاحتفال باليوم العالمي للبيئة هذا العام ضوءا تمس الحاجة إليه على الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية. وثمة سبب خطير يدعو للانزعاج؛ فالفيل يُذبح لأجل عاجه، ووحيد القرن لأجل قرونه، وأم قرفة لأجل قشورها. ومن السلاحف البحرية إلى النمور وحتى أخشاب روزوود، فهناك آلاف الأنواع من الحيوانات والنباتات البرية التي ما فتئت تُدفع إلى حافة الانقراض. والأعمال التجارية والأفراد المتورطون لا يدفعهم سوى تحقيق مكاسب قصيرة الأجل على حساب المنافع الطويلة الأجل للمجتمعات المحلية والموائل. وهم يعملون، في حالات كثيرة، بالتواطؤ مع شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والجماعات التي تضلع بشدة في زعزعة استقرار الأمم.

وقد عقدت الأمم المتحدة وشركاؤها الكثيرون العزم على التصدي لهذا الاتجار غير المشروع، بوسائل تشمل تحديد غايات واضحة لإنهاء الصيد غير المشروع في أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدتها في العام الماضي جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة. وأطلقنا، في الشهر الماضي، في الدورة الثانية لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي، حملة الأمم المتحدة العالمية المعنونة ”حملة الحماية المستمرة للأحياء البرية“، التي يقودها برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة واتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض. وتطلب الحملة إلى الجميع التعهد بإنهاء الاتجار غير المشروع بالأحياء البرية، بدءا من المواطنين العاديين، الذين يمكنهم أن يضمنوا عدم شراء منتجات محظورة، إلى الحكومات، التي يمكنها السعي للتغيير من خلال تنفيذ سياسات فعالة لحماية الأنواع والنظم الإيكولوجية.

وقدمت أنغولا، التي استضافت يوم البيئة العالمي هذا العام، إخطارا بأنها لن تتسامح بعد الآن مع بيع منتجات الأحياء البرية غير المشروعة، وأنها تعكف على تعزيز التشريعات وزيادة الضوابط الحدودية في إطار ما تبذله من جهود لاستعادة قطعان الفيلة التي دمرتها الحرب الأهلية في البلد. وهذه الإجراءات توجه رسالة قوية مفادها أن أنواع النباتات والحيوانات البرية تشكل سلعة ثمينة يجب أن تدار على نحو مستدام وتُحمى من الاتجار غير المشروع.

وفي هذا اليوم العالمي للبيئة، إني أحث الشعوب والحكومات في كل مكان على التغلب على اللامبالاة، ومكافحة الجشع، والحفاظ على تراثنا الطبيعي لمنفعة هذا الجيل والأجيال المقبلة.