الكل كان يتمنى التعرف عليه

الكل كان يتمنى التعرف عليه

محمود دياب
على كل شخص في منصب هام حاليا أن يفكر ويتمعن في جنازة والدة رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف الخاوية من المعزين والمواسين إلا عددا محدودا جدا من الأشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة، وهو الذي كان ملء السمع والبصر والكل كان يتمنى التعرف عليه أو التقرب منه، وكان حوله المريدون والحاشية وحملة المباخر يأتمرون بأمره ويستجيبون لمطالبه بمجرد الإشارة وحتى الإيماء بالرأس ونظرة العين، فأين هم منه الآن الذي أصبح وحيدا والمعظم والغالبية تجاهلوه وتركوه بدون كلمة تعزية واحدة.

ولو كانت والدة أحمد نظيف رحمه الله عليها توفيت وهو في منصبه رئيسا للوزراء كنت ستجد الآلاف من المشيعين في الجنازة والكل يتبارى في مواساته، وامتلاء الصحف بصفحات التعزية والمواساة والمشاطرة على مدار أسبوع كامل وعشرات الآلاف من برقيات نشاطركم الأحزان مرسلة إلى مجلس الوزراء، وكانت ستمتلئ كل قاعات عزاء مسجد عمر مكرم بالمعزين ولن ينتهي العزاء حتى فجر اليوم الثاني.

ولذا على كل مسئول الآن أن يعمل حساب هذا اليوم الذي سوف يغادر فيه منصبه، فلن يجد حوله إلا الذين أحبوه بصدق ليس لأنه المسئول ولكن لأنه الإنسان والمحترم والذي يقضي حاجة الصغير قبل الكبير والعامل البسيط قبل صاحب المنصب أو الواسطة والذي يتواصل مع الناس ويتجاوب معهم وينزل لهم ويسير بينهم ووسطهم ولا يفرض بينه وبينهم سياج من الحماية لإظهار العظمة والسلطان والذي يتقي الله في عمله ويراعي ربه في مصالح الناس ولا يقرب إليه إلا كل مخلص أمين وهذا المثل موجود الآن، وهو المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، ومساعد رئيس الجمهورية للمشروعات السابق الذي يحظى بحب الناس حتى الآن رغم تركه منصبه منذ فترة ليست بالقليلة ولكن يجد الحب والحفاوة والترحب أينما وجد لأنه تعامل مع الناس كإنسان قبل أن يكون مسئولا.