المؤتمر الدولي لمنعدمي الجنسية يفتح ملف “قبيلة الغفران” القطرية

المؤتمر الدولي لمنعدمي الجنسية يفتح ملف "قبيلة الغفران" القطرية

ايجى 2030 /
انعقد في مدينة “ذا هاج” الهولندية المؤتمر الدولي لمنعدمي الجنسية وذلك بدعم من الحكومتين الهولندية والكندية وبرعاية عدد من المنظمات الأهلية والدولية منها المرصد الدولي لحقوق الإنسان “أي أو إتش آر – IOHR” ومؤسستي أوك وسيجريد راوزر ومبادرة المجتمع المفتوح للعدالة وصندوق إدارة المعرفة وبحوث إدارة التحديات الدولية لإلقاء الضوء على ظاهرة البشر المحرومين من الحصول على الجنسية كأول مؤتمر عالمي يأخذ على عاتقه اطلاق توصيات تصحيحية في هذا الموضوع، وجاء على رأسها مطالبة المرصد لهيئة الأمم المتحدة بضرورة تعيين مفوض مختص لتولي ملف انعدام الجنسية وتخصيص يوم عالمي ضد انعدام الجنسية وهو يوم ١٣ ديسمبر.

شارك في فعاليات المؤتمر وهو الأول من نوعه ٢٩٠ ناشط سياسي وباحث وطالب وفنان لتمثيل المنظمة، كما شارك أكثر من ١٢٠ متحدث من ٦٠ دولة مختلفة بالإضافة إلى العديد من متضرري إنعدام الجنسية حول العالم لمشاركة تجربتهم ومعركتهم.

تناول الحاضرون التحديات الفعلية التي تواجه الأشخاص منعدمي الجنسية والتي تعوقهم عن ممارسة حقوقهم بدءاً من المساواة، الإدماج، حقوق الإنسان في الأمن والتنمية في عالمنا اليوم. فبدون المستندات الرسمية التي تبدأ بشهادة الميلاد وجواز السفر، يحرم المرء من كافة الامتيازات والحقوق التي ينعم بها المواطنون التابعون لدولة. فلا يحصل عديمي الجنسية على التعليم ، ولا على الرعاية الصحية ولا على الحق في الإسكان والتشغيل والتأمين الاجتماعي وفي بعض الحالات لا يستطيعون الشرع في اجراءات الزواج، فيظل هؤلاء الأفراد عالقون هم وأبنائهم لعدة أجيال بلا جنسية. ويصبحون أشباح في نظم اليوم الإلكترونيةلأنهم ببساطة لا يوجد أي سجل لهم يوضح هويتهم.

ولتمثيل قضية انعدام الجنسية في الشرق الأوسط شارك في المؤتمر فردين من قبيلة “الغفران” القطرية ليطرحوا معاناتهم ويطالبوا دولة قطر بالاعتراف بقبيلتهم بعد أن قامت الدولة بسحب جنسية ٦٠٠٠ فرد من أبناء القبيلة خلال السنوات الماضية.

وعلى الرغم من أن هناك أفراد من القبيلة قد نجحوا في إعادة الحصول على جنسياتهم القطرية، إلا أن الكثيرون لا يزالون بلا هوية، مما يعوقهم حتى من زيارة أقاربهم داخل الحدود القطرية.

وقد قام مندوبا قبيلة الغفران بالفعل بالاشتراك في جلسة عن انعدام الجنسية في الشرق الأوسط وكانت تلك الندوة قد تضمنت ممثلي العديد من القبائل البدوية في كل من الكويت والبحرين وغيرهم من المطالبين بحقوقهم في منطقة الشرق الأوسط.

وصرح جابر المري، ممثل قبيلة الغفران أن أفراد قبيلته لن يستطيعوا حضور كل المؤتمرات لأنهم لا يملكون الوثائق المطلوبة للسفر والحصول على التأشيرات لدول العالم المختلفة، كما أعلن عن التهديد المباشر الذي قد تم توجيهه اليهم من قبل رئيس وزراء قطر ووزير الداخلية، حتى وأن كانوا خارج حدود قطر.

وقال المري أنه على الرغم من كل التهديدات فقد سافرا للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي لعرض قضية “الغفران” وطلب دعم المحاميين الدوليين، والصحفيين ومنظمات حقوق الانسان العالمية لإبقاء الضغط على حكومة قطر.

شارك في المؤتمر أيضاً عدد من الناشطين من الروهينجا لإلقاء الضوء على الحرمان من الجنسية على أسس العنصرية أو التطهير العرقي. وقال الشيخ محمد هلال سفير بنجلاديش في هولندا أن الحكومة البورمية لابد وأن تتوقف عن معاملة المواطنين الروهينجا على أنهم آفات وحشرات ولابد من البدء بمعاملتهم بطريقة أدمية، مطالباً أن يجتمع المجتمع الدولي ويضغط على ميانمار للتوقف عن أفعالها.

فبنجلاديش كانت قد قامت بإيواء أكتر من مليون لاجئ روهينجي كانوا قد هربوا من مذبحة التطهير العرقي والقضاء على قراهم وأسرهم على مدى عامين وهما مدة عملية التطهير العرقي. مما يمثل ضغط على دولة بنجلاديش هذا بالاضافة الى الضغط لتوفير العملية التعليمية لأكثر من ٤٥٠،٠٠٠ طفل روهينجي، حتى لا ينشأ جيل جديد آخر كتب عليه الفقر مدى الحياة لعدم حصوله على تعليمه.

وقد وصفت الناشطة الروهينجية “هفصار تامرسودين” حظر الحركة المفروض على الروهينجيين في ميانمار وتأثيره على امكانية الولوج لمتظلبات الحياة الأساسية من مياه وطعام ورعاية صحية مما أسفر عن سوء تغذية وتدهور الحالة الصحية للروهينجيين. وحين سئلت عن مطالبها أجابت قائلة “أن الحق الأساسي الذي نطالب به كروهينجيين هو حقنا في الحصول على جنسيتنا وحقنا في الرجوع الى أراضينا البورمية. حيث أننا جزء من هذه البلاد فلا يصح أن نكون بلا جنسية ونحن نعرف أصولنا التي ترجع الى أرضنا.”