التخفيف عن هذه الفئات

التخفيف عن هذه الفئات

محمود دياب
القرارات الاقتصادية الصعبة التي اتخذتها الدولة خلال الفترة الماضية، ومنها الإصلاحات الاقتصادية في هيكل الموازنة العامة للدولة وتحرير سعر الصرف ورفع الدعم عن معظم الخدمات والمواد البترولية وغيرها، بلا شك أنها قرارات كلها لتصحيح المسار وبناء الدولة المصرية الحديثة التي عانت منذ سنوات طويلة من الترهل في جميع الخدمات وعدم اتخاذ القرارات الجريئة التي تقوي الاقتصاد وتنهض به وتضع مصر في ركاب الدول المتقدمة اقتصاديا، بالإضافة إلى مزيد من الانهيار الذي حدث لمصر في كل شيء من جراء خراب 25 يناير وتبعاتها.

وقد تحملت غالبية الأسر المصرية، وخاصة الأسر متوسطة ومحدودة الدخل، هذه القرارات القاسية وما تبعها من ارتفاع الأسعار، وذلك بصبر وأنين وحبا في بلدهم مصر والحفاظ عليها والوقوف خلف قادتها الذي يرونه ويتابعونه يعمل ليل نهار للحفاظ على كل حبة رمل وذرة تراب في أرض الكنانة من إخوان الشيطان والجماعات الإرهابية والخونة والمارقين والدول المتآمرة الذين يريدون الشر بمصر وبأهلها طمعا في مكاسب سياسية وكرسي الحكم، ويخوض حربا شرسة ضد الإرهاب من خلال صناديد القوات المسلحة والشرطة الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم في سبيل بلدهم، وفي نفس الوقت يقوم ببناء الدولة على أسس سليمة وبنية تحتية قوية واقتصاد متعافٍ من خلال مشروعات قومية كبرى، بالإضافة إلى تسليح الجيش بأعتى العتاد وأحدث الأسلحة المتطورة.

وبعد قرارات رفع أسعار المواد البترولية الأخيرة، بلا شك سوف يكون هناك ارتفاع في أسعار معظم الخدمات وسوف تصبح أكثر عبئا على كاهل المواطنين وموظفي الدولة وأصحاب الدخول المحدودة، ولذا يجب على الحكومة ان تراعي ذلك من خلال المجموعة الوزارية الاقتصادية، وهو بأن تفكر خارج الصندوق وتحاول قدر الإمكان التخفيف عن هذه الفئات من خلال حزمة قرارات اقتصادية وخدمية تريح المواطنين وتيسر عليهم معيشتهم ليعيشوا بعزة وكرامة وسط أمواج الحياة اليومية الصعبة التي نعيشها الآن من انخفاض قيمة الدخل وارتفاع الأسعار وانعدام الحيلة في تدبير تكاليف المعيشة.