فاروق جويدة: نصفك الطيب

فاروق جويدة: نصفك الطيب

نقلا عن صحيفة الاهرام
أصبحت الصداقة من أندر الأشياء فى حياتنا هناك لغات أخرى يجيدها الناس ليس فيها الشهامة والمروءة والمودة فإذا كان لديك صديق حاول أن تحفظ عهده لأن أسواق المصالح والمزادات والبيع والشراء أصبحت أكثر انتشارا.. صديق واحد فى هذا الزمان عملة نادرة لن تجدها..

> هل يمكن أن تحب المرأة رجلين فى وقت واحد وإذا سألتها تقول إن هذا يسعدنى بكلامه وهذا يسعدنى بدفء مشاعره وربما يكون هناك ثالث على محطة الانتظار يجمع الكلام والدفء معا.. أسوأ أنواع الكذب بين الناس كذب المشاعر انه يفسد كل شىء.. كل الأشياء الجميلة فى الحياة تضيع بين سحابات الكذب.. إن الكذب ليس فى الحب فقط إنه أسوأ أمراض العصر ألا تصدق أحدا..

> حين يصبح الحق ضيفا غريبا.. ويصير العدل زائرا غير مرغوب فيه وتبحث حولك عن طريق تمضى فيه آمنا ولا تجده.. الخوف لا يعرف الأمن ولا يعترف بالعدل ولا يصبح الحق فيه حقا.. فى ظلام العمر ووحشة الأيام وصقيع الوحدة.. تهرب منك كل المشاعر الجميلة ولا يبقى غير أطلال أحلام ضائعة..

> كنا فى زمان مضى نتعلم الحب من عيون أمهاتنا ونجد الرحمة فى قلوب آبائنا وكنا لا نخاف من عتاب أم أو أب بل كنا نخاف أن نغضبهم.. وكانت الدعوات تحلق فى السماء.. لأنها تصدر من قلوب طيبة.. لم نعرف طيبة القلب الا بعد أن رأينا حولنا نفوسا متوحشة ليس لها فى الحب.. كانت أهم صفات الإنسان انه طيب.. ولهذا كان يقال الطيبون للطيبات ابحث دائما عن نصفك الطيب..

> حين تحب المرأة تعطى كل شىء وحين تكره تبيع كل شىء وإذا أحبت لا يتسع قلبها إلا لحب واحد.. ولكنها أحيانا تجعل من قلبها شارعا لكل العابرين..

> من أصدق فى الحب الرجل أم المرأة.. الصدق لايعرف المرأة من الرجل وحين يغيب الصدق يفتح ألف باب للهواجس والظنون..

> فى رحلة الحياة تسقط منك أشياء كثيرة وتترك خلفها الأحزان هناك أشياء لا تساوى فلا تحزن عليها ولكن ربما خسرت شيئا عزيزا لا يعوض فى لحظة غضب أو كبرياء.