الدور التركي التخريبي في ليبيامحمد أرسلان

الدور التركي التخريبي في ليبيامحمد أرسلان

محمد أرسلان
ما زالت أخبار تدخل الدولة التركية في الشؤون الليبية تتصدر وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، بالرغم من الدعوات المتكررة من قبل بعض الدول التي تسعى لإرساء الاستقرار والأمن في ليبيا.

وكذلك محاولات الجيش الليبي الذي يحاول تحرير طرابلس من الجماعات الإسلاموية المسلحة الممولة من قبل تركيا بشكل مباشر، وقد صرح إردوغان مرات عدة في انهم سيقدمون الدعم بكل أشكاله لهؤلاء المرتزقة الارهابيين، من أجل مصالح تركيا في أفريقيا.

إردوغان تركيا الذي كان وما زال يدعم الارهابيين والمرتزقة ان كان في سوريا والعراق والان في ليبيا يهدف الى زعزعة امن تلك الدول ونشر الفوضى بكل معانيها فيها تنفيذا لاجندات الدول الغربية الرأسمالية الناهبة والتي لا يهمها سوى مصالحها واطماعها.

فشلت أجندات إردوغان في سوريا نتيجة المقاومة التي لاقتها مرتزقته الارهابيين على يد قوات سوريا الديمقراطية التي كان لها شرف القضاء على داعش في الشمال السوري، وما زال إردوغان تركيا يحاول أن يبقي مرتزقته في مدينة إدلب السورية ويدعمهم بكل صنوف الأسلحة من أجل احتلال المناطق التي يسيطر عليها تحقيقا لاوهامه العثمانية وكانه سلطان القرن الحادي والعشرين، ولا يعلم إردوغان تركيا انه مهما امتلك من قوة وجبروت إلا أن الكلمة الاخيرة ستبقى للشعوب في تقرير مصيرها وان جار الزمن لبعض الوقت.

خسارة إردوغان الانتخابات المحلية في بعض المدن الرئيسية جعلته يفقد البعض من صوابه ويرسل المزيد من الأسلحة الثقيلة إلى طرابلس دعما للارهابيين الذين ينشرون القتل والدمار والخراب وترهيب الشعب وكل ذلك من أجل استرجاع أوهامه العثمانية في الشمال الليبي ايضا على غرار الشمال السوري والعراقي.

الحملة العسكرية التي بدأها الجيش الليبي منذ شهور لتحرير طرابلس والمدن الأخرى من الارهابيين والتي لاقت تأيداشعبيا محليا كبيرا من القبائل والعشائر وكذلك إقليميا وكان تحرير طرابلس قاب قوسين وادنى لولا التدخلات الإقليمية والدولية، التي لم يرق لها هذه الحملة من أجل استدامة حالة الصراع بين الشعب الليبي، وهذه الجهات الإقليمية التي لها أجندات في هذه الحرب للسيطرة اكثر على مستقبل الأوطان والشعوب، خاصة أن المنطقة تعيش حالة من حرب عالمية ثالثة بكل ما لهذه الحرب من معنى.

لا يمكن الفصل مطلقا ما بين ما يحدث في اليمن أو العراق أو في سوريا وبعض الدول الأخرى عما يحدث في ليبيا، فكل ما يحدث فيها مرتبط مع بعضه البعض في الكثير من النواحي. لأن القوى الدولية تنظر إلى جغرافية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمنطقة واحدة ومشروع واحد يخدم اجنداتهم واطماعها في الهيمنة على هذه المنطقة. طبعا، إردوغان تركيا أخذ تنفيذ هذا المشروع على عاتقه منذ بداية الفوضى التي عمت المنطقة.

لكن تكمن المشكلة فينا نحن الذين اصبحنا أدوات لتنفيذ تلك الأجندات وان كان بشكل غير مباشر أو عن حسن نية. الإصرار على فصل ما يحدث في دولة ما عما يحدث في مكان آخر وكأن هذا الأمر لا يعنيهم البتة، ربما يعتبر أس المشكلة التي تعانيها من الناحية الذهنية. فمن ناحية نلعن سايكس بيكو الذين قسموا المنطقة، لكن بنفس الوقت نتشبث بهذه الدول المصطنعة وكأنها من المقدسات التي ينبغي علينا حمايتها وان كان على حساب الشعب والمجتمع.

توحيد جبهات المقاومة ضد الارهابيين وداعميهم يعتبر من اولى المهام التي ينبغي على كافة الأطراف البحث فيها، والوصول إلى جبهة واسعة تضم كل شعوب المنطقة لمحاربة الإرهابيين والإرهاب الذي بالأصل لا يعترف لا بالحدود ولا بالدول الموجودة أصلا. الدول الداعمة للإرهاب وكذلك الارهابيين لا يعترفون لا بالشعوب ولا بالدول، بل مصالحهم واجنداتهم فقط.

أن كانوا هم متوحدون ويعملون بشكل مشترك في كل مكان يحلون فيه وينشرون الدمار والخراب والترهيب، فلماذا لا تتوحد الشعوب التي تحارب الإرهاب وتشكل جبهة عريضة وكبيرة لمحاربة الإرهابيين وداعميهم في اي مكان يحلون به. حينها يمكن تحجيم الإرهاب وحتى القضاء عليه أينما تواجد وفي اي جغرافية كانت.

انتصار قوات سوريا الديمقراطية على الإرهاب وإفشال مخططات واجندات إردوغان تركيا ، يمكن اعتبارها نصرا لكل شعوب المنطقة وخطوة مهمة لتشكيل هذه الجبهة الواسعة التي تضم كل شعوب المنطقة ويكون هدفها الاساسي محاربة الإرهاب والارهابيين وكذلك داعميهم أن كان إردوغان تركيا أو قطر أو كانت جهة دولية.

حينها فقط يمكننا القول أن جبهة مقاومة الإرهاب ستنتصر بتوحدها وتماسكها والتي ستكون الأمل الوحيد لشعوب المنطقة التي عانت وتعاني جراء وحشية الإرهابإردوغان تركيا ودوره التخريبي في الشمال العراقي والسوري والليبي وحتى المصري في سيناء. نقلا عن صدى البلد