إذا عُرف السبب !!

إذا عُرف السبب !!

بقلم : محمد جمال الدين
لم أجد سببًا واحدًا يجعلنى أستطيع أن أبرر ما تردده تلك القناة الإخبارية عن بلدى سواء بالحق أو الباطل (بالمناسبة جميعه باطل) سوى أنها لا ترى فى مصر غير كونها الشيطان الأعظم والأشد خطرًا على أمتنا العربية، ولذلك لم يكن بمستغرب أن يتعرض أى قرار أو مشروع نقدم عليه سوى أنه كذبة كبيرة من وجهة نظرها، لا يجب أن يصدقها أحد أو يأخذها على محمل الجد.

آخر افتراءات تلك القناة العميلة التى لا يشرفنى ذكر اسمها، هو ما رددته عن تلك التحفة المعمارية (كوبرى تحيا مصر) والذى سُجّل فى موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية لكونه أعرض كوبرى فى العالم، حيث ادّعت أن هذا غير صحيح، وأنه لن يعود بفائدة على الشعب المصرى، وهو الادعاء نفسه الذى سبق ورددته أيضًا عن إنشاء عاصمة إدارية جديدة للبلاد، وعن جدوى أنفاق قناة السويس، وعن أى مشروع تنموى أقيم بعرق وسواعد المصريين، وبالتحرى والتقصى وجدت أن السبب يعود إلى الحقد والغل الذى تمكن من ابن (موزة) ضد جل ما هو مصرى، فقرر بينه وبين نفسه أن يعتمد على ذراعه الإعلامية الكاذبة المدعوة بالحقيرة، وعلى البعض من المرتزقة الهاربين من بلدهم، لينعموا فى دويلته بثروات الشعب القطرى التى يبعثرها المشكوك فى رجولته ذات اليمين واليسار على جل من هب ودب، شريطة أن يهاجم مصر التضحية والفداء والعروبة.

وفى سياق آخر، لم أجد سببًا لعدم تشكيل هيئة مكتب نقابة الصحفيين حتى الآن، على الرغم من أن الشعار الذى رفعه الزميل ضياء رشوان خلال انتخابات النقابة التى أجريت مؤخرًا، والذى كان أساسه لم الشمل والوفاق بين الجماعة الصحفية، ولكن يبدو أن هذا الشعار ذهب مع الريح، ولم يعد له وجود فى ظل الانقسام الحاد بين أعضاء المجلس قدامى وجددًا، رغم علمى وعلم الجميع أن الهدف فى النهاية خدمة الصحفيين، لذلك مطلوب تنحية الخلافات وتوزيع المناصب بين السادة الزملاء، لأنه من العيب على أعضاء مجلس نقابة الرأى ألا يتفقوا على رأى واحد، مش كده ولا إيه ياسيادة النقيب.

لم أجد سببًا واحدًا يبرر عدم أداء حق الدولة المفروض على الكبير والصغير، أقول هذا بعد قراءة خبر فى جريدة يومية عن سداد 3 فنانات لـ1.8 مليون جنيه للتصالح مع مصلحة الضرائب، الفنانات الثلاث أخفت كل منهن جزءا من إيراداتها من جراء عملهن بالفن، الذى من المفترض أن يرتقى بالنفس ويهذبها، ويقدم لجماهير المشاهدين النصح والإرشاد فى إطار درامى، ولكن يبدو والله أعلم أنهن عملن بالفن على اعتبار أنه فقط وسيلة لسرقة حق الدولة، بالضحك على عباد الله من المشاهدين الذين ينتظرون أعمالهن بلهفة واشتياق، أمثال هؤلاء الفنانات وغيرهن من جميع الفئات والمهن الأخرى التى تسلك هذا السلوك وتتبع هذا الطريق، لا يجب أن ننظر لهم بعين الاحترام والتقدير، لأنهم فى النهاية يأخذون حقى وحق الغير، مثلهم فى ذلك مثل اللص الذى يسرق ما هو ملك لغيره.

لم أجد سببا أيضا يجعل البعض من فنانينا المحترمين يقبل على نفسه أن يستضيفه أحد البرامج ليتحدث عن أسرار أسرته أو زملائه فى أى عمل فنى، تحت زعم أن من حق المشاهد أن يعلم الحياة الشخصية أو العائلية لهذا الممثل أو ذاك، اللهم سوى المقابل المادى الكبير الذى تدفعه مثل هذه البرامج، لممثلين أو لشخصيات غابت عنهم الشهرة والأضواء (أو كادت تغيب)، ويبحثون عن العودة مرة أخرى لدائرة الضوء، عن طريق نشر أسرار البيوت والمطلقات والزملاء، وكله فى سبيل المال والأضواء يهون، وليذهب الفن وقيمه ومبادئه وفنانوه إلى الجحيم، طالما تواجد بينهم من يقبل على نفسه ذلك، اعتمادا على منهج النسيان الذى يعتمده البعض نتيجة لسرعة وتيرة الحياة.

لم أجد سببًا لحرب التصريحات الطاحنة بين قطبى الكرة المصرية المتمثل فى مدير الكرة فى الأهلى ومثيله فى الزمالك، فى الوقت الذى من المفترض أن يتوحد فيه الجميع تحت راية منتخب مصر الذى سيشارك فى بطولة الأمم الأفريقية التى ستقام فى مصر، صحيح أن المنافسة بين الناديين وصلت إلى درجة الغليان، ولكن مصر أبقى من كلاكما، لهذا عليكما أن ترحمونا ولو لفترة من تصريحاتكما التى تنذر بنشر الفتن الكروية والتعصب، وكذلك أقول للأخ سيد عبدالحفيظ تحديدا: تحفظ قليلا فى تصريحاتك التى تتعرض فيها لمنافسك، لأنك بصراحة وبدون لف أو دوران أنت من قصصت شريط البداية فى هذا الشأن، ولم تتعلم ممن سبقوك فى هذا المنصب، قيم وتقاليد الأهلى الحقيقية التى تتغنى بها ليل نهار دون أن تفهم معناها . نقلا عن روزاليوسف