إرهابيون وخونة!!

إرهابيون وخونة!!

بقلم : محمد جمال الدين
لم أتفاجأ أنا أو غيرى من ظهور تسريبات جديدة، مصدرها البعض من قيادات الجماعة الإرهابية المقيمين فى تركيا، حيث يحظون برعاية خاصة من الخليفة العثمانى «رجب طيب أردوغان» مقابل خيانتهم لبلدهم الأم مصر، سبب عدم شعورى بالمفاجأة أو الاندهاش يعود إلى أن تاريخ وماضى جماعة الإخوان المسلمين «اسمًا فقط وليس صفة» يؤكد عمالتها وخيانتها، ألم تتأسس الجماعة على يد المستعمر الإنجليزى وبمال مدفوع من حكومة هذا المستعمر الذى استخدمهم لتحقيق أغراضه فى مصر؟، وهو المستعمر ذاته الذى أذاق الشعب المصرى ألوان العذاب والقتل والهوان والنهب المنظم لثرواته، فى الوقت الذى كانوا يتحدثون فيه عن التضحية والجهاد فى سبيل الوطن، الذى باعوه على قارعة الطريق بنفس راضية مقابل عدة جنيهات، ألم يخن الإخوان كل من تحالف معهم، لمجرد أن مصالحهم تعارضت مع مصالح من وضعوا يدهم فى يده، ويأتى فى مقدمتهم تنظيم الضباط الأحرار الذى تولى مقاليد الحكم فى مصر بعد خلع الملك فاروق ؟، ألم يجرى بعض قيادات الإخوان مفاوضات مع الإنجليز لبحث سبل الإطاحة بقائد ثورة 23 يوليو «جمال عبد الناصر» أو حتى اغتياله؟،

أما عن المستقبل فحدث ولا حرج، ويكفى فقط خيانتهم وإرهابهم ضد الشعب المصرى عندما تولوا فى غفلة من الزمن سدة الحكم، ولكنهم خانوا هذه الثقة وهذا الدعم، بمجرد تمكنهم من الحكم، حين طبقوا سياسة التمكين وأخونة الدولة على جل مؤسساتها، مما سرع من وتيرة دخولهم فى صدامات مع الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، حتى حلفاؤهم من القوى السياسية والليبرالية دخلوا فى صدام معهم، فى الوقت الذى دعموا فيه التعاون مع القوى والتيارات الإسلامية لوضع كل قوى وثروات البلاد فى يدهم، معتمدين فى ذلك على بعض الأطراف الخارجية ومخابرات بعض الدول مثل قطر وتركيا، ولذلك لم يكن غريبًا أن يفرط رجلهم «محمد مرسى» بجزء من تراب الوطن «سيناء وقناة السويس» حتى يسترضى هذه الدول وتلك الجهات التى توفر له ولجماعته الدعم السياسى والتمويل المادي، لمثل هذه المخططات الشيطانية التى تهدم أممًا وأوطانًا وليس مصر فقط، تلك السياسات والمخططات تحديدًا هى ما جعلت شعب مصر العظيم المدعوم بقواته المسلحة الوطنية يزيحهم عن حكم البلاد، فصار تنظيمهم منبوذًا اللهم من البعض من أعضائه أو من المستفيدين منهم ومن ضحالة وعيهم الذى يكاد يصل إلى حد الغباء، مثل قطر وتركيا التى تحرك قيادات هذا التنظيم مثلما تتحرك عرائس الماريونت على المسرح، وهى نفس الجماعة التى سلّمت عن طيب خاطر لجامها لمثل هذه الدول، وتحديدًا للهاربين منهم ويقيمون على أرضها،..

وما التسريبات الأخيرة التى طفحت على السطح إلا سطر جديد من خيانة هذه الجماعة لجل ما هو وطنى وعربى وقومي، وتثبت بالدليل القاطع عمالتهم فى الوقت الذى يعترفون فيه بأن دولًا مثل قطر وتركيا وبعض أجهزة المخابرات التى توفر الدعم المالى الكافى لإشعال الفوضى والفتن فى المجتمع المصري، مستعينين فى ذلك ببعض الأسماء والشخصيات المعروف عنها الاتجار فى الدين لاستضافتهم فى عالم «السوشيال ميديا» الذى يجيدون استخدامه، وهو بالمناسبة العالم الافتراضى الذى وضعوا أنفسهم فيه ويتعَيّشون من خلاله، للنصب على البعض من المغيبين من أمثالهم للدخول إلى الجنة، وهو بالمناسبة العالم الوحيد والمتاح لهم حاليًا، الذى من خلاله يصدقون أنفسهم ويكذبون به على البسطاء، لهذا كان مدحهم لصغير الدوحة الذى يغدق عليهم بالمال المنهوب من شعب قطر، وخليفة تركيا المزعوم الذين دعوا له بطول العمر «باعتباره سبب وجود ناس كتير فى أمان وسبب وجود الأمة كلها» ليس سوى فضل واعتراف منهم بعمالتهم وسوء نيتهم تجاه مصر، مثلما فعل ممثلهم الغير مأسوف عليه «مرسى العياط» الذى وصفوه بالرجل الشهم المدافع عن كل مظلوم، صاحب أطهر نفس شهدتها البشرية .

من أجل هذا وغيره كثير لم ولن أندهش أو أتفاجأ من عمالة وخيانة هذا التنظيم الملتحف بالإسلام زورًا وبهتانًا، بل إننى على يقين أن هناك تسريبات أخرى ستخرج إلى العلن مع مرور الوقت، جميعها ستحرض على القتل وإراقة الدماء ونشر الفتن والفوضى، لإرضاء قيادات دول حالمين بالزعامة مثل قطر وتركيا، وبالمرة يرضون قيادات الجماعة الهاربة فى الخارج وتعيش عيشة الملوك، أو تلك التى فى السجون، وتطالب الشباب المنتمين للجماعة بالجهاد فى سبيل الوطن الذى لفظهم كنتيجة طبيعية لأفعالهم، تاركين خلفهم شبابًا «مسكين» مغيبًا بفعل فاعل ليواجه مصيره، بعد أن خانوه مثلما سيخونون من بعده حكام قطر وتركيا أيضًا، لأنهم جماعة تربت وتأدبت على خيانة اليد التى تمتد لهم، حتى يتحقق لهم وهم الزعامة الزائف بتوليهم مقاليد الحكم أو قتلنا.